تعب عرضي أم مزمن؟
تشعرين بتعب دائم ومتواصل، وترغبين دوماً في النوم لساعات طويلة. لكن حتى لو نمت لساعات كافية ليلاً، تستيقظين صباحاً وأنت منهكة. ما السبب؟ تشير الدراسات إلى أن 60 في المئة تقريباً من الأشخاص يشعرون بالتعب. والتعب هو مبدئياً حالة بسيطة ناجمة في أغلب الأحيان عن أسلوب العيش المحموم، حيث يجتمع التوتر، والتدخين، والخلل في النظام، وعدم ممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية، والإفراط في شرب الكحول، أو بكل بساطة، عدم النوم لساعات كافية.
لكن قد يصبح هذا التعب غير طبيعي أو مزمناً أو مترافقاً، في ثلث الحالات تقريباً، مع مرض أو التهاب. لذا، لا يجدر بك الاستخفاف بالتعب إذا استمر لفترة طويلة من دون سبب ظاهري.
صعوبة في التركيز
إذا كنت تشعرين بتعب كبير خلال فترة بعد الظهر وتواجهين صعوبة في التركيز، قد يعزى ذلك إلى الإرهاق والعمل بإفراط خلال النهار، أو عدم النوم لساعات كافية في الليلة الفائتة، أو الانتهاء للتو من زكام قوي استمر أياماً عدة. في هذه الحالة، لا داعي للقلق لأن التعب يكون عرضياً وسيختفي خلال أيام قليلة. لمعالجة هذا التعب، ما عليك سوى اعتماد أسلوب العيش الصحي، والنوم باكراً ولساعات كافية، وتناول الطعام المغذي والمتوازن، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتجربة كل وسائل الاسترخاء والراحة. يمكنك أيضاً تناول مكملات الفيتامينات والعناصر المغذية الأساسية، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي، لأن هذه المكملات تسدّ النقص الموجود في الجسم وتمنحه المزيد من القوة والحيوية.
صعوبة في الاستيقاظ صباحاً
في الصباح، وعند استيقاظك من النوم، تشعرين بتعب كبير رغم أنه يفترض بك الإحساس بعكس ذلك. فالنوم خلال الليل هو الفترة المثالية ليرتاح فيها الجسم وتستعيد فيها أعضاؤه النشاط والحيوية. لذا، فإن الاستيقاظ الصباحي المترافق بالشعور بالتعب قد يعزى إلى عدم النوم جيداً أو لساعات كافية. فبعض مشاكل النوم، مثل انقطاع النفس، تتمثل في توقف التنفس لفترات خلال الليل، مما يسبب حالات استيقاظ متكررة قد لا يعيها المرء بالضرورة. بالفعل، قد لا يتذكر الدماغ حالات الاستيقاظ التي تدوم أقل من 20 ثانية. هكذا، يصبح النوم متقطعاً ومجزأ، ويعجز الجسم بالتالي عن ترميم نفسه والاستراحة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي انقطاع النفس أثناء النوم إلى انخفاض مستوى الأوكسيجين في الدم فيعمل القلب بقوة أكبر...
لذا، يستحسن استشارة الطبيب في حال استمرار التعب عند الاستيقاظ صباحاً.
الافتقاد إلى الطاقة
إذا كنت تشعرين بالإرهاق المزمن والافتقاد الدائم إلى الطاقة والحيوية، قد يكون هذا التعب مرتبطاً بالحالة العقلية، خصوصاً إذا كان هذا الإحساس يبدأ منذ الصباح الباكر. تعرفي إلى مصادر التوتر الموجودة في حياتك، سواء كانت هموماً في العمل أو مشاكل مالية أو مشاكل عائلية أو زوجية. لا تهملي أيضاً تأثير المواد التي تستهلكينها (مثل القهوة والشاي والسجائر)، أو مهدئات الأعصاب التي تتناولينها، أو حتى الحبوب المساعدة على النوم.للخروج من هذه الحلقة المفرغة، تجنبي الضجر والملل قدر الإمكان وتحركي باستمرار. بهذه الطريقة، تحولين التعب النفسي إلى تعب جسدي، وتتحسن حالتك الإجمالية بشكل فوري وملحوظ. وإذا كان هذا غير كافٍ، تحدثي إلى طبيبك بأسرع ما يمكن.
إرهاق مستمر
التعب الذي يتأصل، ويزداد، ويقاوم الراحة، ولا يتحسن عند تحسين أسلوب العيش الصحي، يكون دليلاً على وجود خلل ما في الجسم. والمشكلة تكون لحسن الحظ حميدة في أغلب الأحيان (حساسية، بلوغ سن اليأس...)، لكن المرض قد يكون أكثر خطورة في بعض الأحيان. فالتعب قد يخفي عدداً كبيراً من الأمراض، مثل الالتهابات المعدية (التهاب الكبد الفيروسي، داء الوحيدات النواة Mononucleose...)، والالتهابات المزمنة (داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، روماتيزم، قصور في عمل القلب...)، وأحياناً السرطان والتصلب اللويحي المتعدد Multiple Sclerosis...
وهنا أيضاً، يجب زيارة الطبيب بأسرع ما يمكن.
عالجي التعب بالتدليك
يمكنك الذهاب إلى معهد التجميل أو النادي الرياضي للخضوع لجلسة تدليك محترفة تهدف إلى تخليصك من التعب والتوتر المسيطرين عليك . باشري أولاً في تحضير نفسك لجلسة التدليك. فالجلسة لن تكون ناجحة أبداً إذا جرت على عجل أو تحت وطأة ضغوط خارجية. تخيلي نفسك في مكان بعيد وناءٍ، حيث الهدوء والسكينة. أرخي كل عضلاتك وتخلصي من الأفكار السلبية المسيطرة على عقلك، وحاولي التركيز فقط على الإحساس الجسدي. ركزي على الحركات التي تجريها اختصاصية التدليك واحرصي على التنفس بعمق أثناء الجلسة للسماح بدخول أكبر كمية من الأوكسيجين إلى أعضائك الداخلية.
حاولي الاستمتاع بجلسة التدليك واعتبريها فترة للراحة والتمويه عن الذات وليست فترة علاجية بحتة. من شأن ذلك تعزيز فوائدها ومنافعها وتخليصك من كل التعب المسيطر عليك.
وداعاً لأرق الليالي مع هذه الحلول «المنوّمة»
تعانين من الأرق ليلاً ولا تجدين السبيل لمعالجة هذه المشكلة المزعجة. لم ينفعك شرب كوب الحليب قبل النوم ولا استعمال الوسادة المحشوة بالخزامى. جربي هذه الحلول المنوّمة للتخلص من أرق الليالي....
- إذا كنت تعجزين عن الخلود إلى النوم عند استلقائك في السرير ليلاً، قد يعزى ذلك إلى التوتر أو النشاط المفرط لأنهما يؤديان إلى جريان الكثير من الأدرينالين في الجسم ويحولان بالتالي دون الاسترخاء. إسألي الطبيب أو الصيدلي عن حبوب منوّمة لا تسبب الإدمان، علماً أنه يجري حالياً تطوير عقار يقمع الأوركسين، أي بروتين الدماغ الذي يدفعنا إلى الاستيقاظ.
- إذا كنت تستيقظين باكراً جداً قبل النوم لساعات كافية، قد يعزى ذلك إلى دخول ضوء النهار في شبكية العين وانخفاض مستويات الميلاتونين. كما أن هرمونات التوتر، أي الكورتيزول والأدرينالين، تدفعنا إلى الاستيقاظ. استخدمي قناع العينين الأزرق اللون عند الإحساس بدخول الضوء لأن اللون الأزرق يحفز على النوم.
- إذا كنت تتململين ليلاً ويتقطع نومك وتستيقظين مراراً وتواجهين مشكلة في العودة إلى النوم، يكون ذلك بسبب القلق الذي يمنع معظم الأشخاص من العودة إلى النوم. إسألي الطبيب عن عقار Zalpelon الذي يساعد على العودة بسرعة إلى النوم.
- إذا كنت تشعرين بالتعب الدائم على رغم نومك لساعات كافية، فإنك تعانين على الأرجح من انخفاض مستويات الحديد في دمك، ما يجعلك تفتقدين إلى الشعور بالانتعاش على رغم النوم جيداً. إسألي الطبيب لإجراء تحليل شامل لدمك، خصوصاً وأن تناول المكملات الغذائية قد يحل المشكلة بفاعلية.
- إذا كنت تسافرين كثيراً بسبب العمل، وتعانين باستمرار من فارق الوقت بين الدول، من الطبيعي ألا تنعمي بنوم كاف ومنتظم. فجسمك يواجه ضوء النهار وظلمة الليل في الأوقات الخاطئة، وعليك بالتالي إعادة ضبطه من خلال تعريضه لضوء الشمس في الأوقات الصحيحة وإراحته في ساعات الليل.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024