قبلة المحيط الهندي: المالديف رمالٌ ذهبية تعانق الأحلام والذكريات في Randheli
قد لا يجد البعض في السفر وحيداً، متعةً كالتي يجدونها في السفر ضمن مجموعات، لاكتشاف بلاد جديدة وعيش تجربة سفر غنيّة ومميّزة، لا سيّما عندما تكون الوجهة إحدى الجزر، التي لطالما سمعنا عنها، ورأينا لها صوراً فتكون نكهة اختبارها مختلفةً من كلّ النواحي. ولكن، من سبق له أن زار المالديف، يعي تماماً، أنّه حتى ولو كان قد غادر بلده وحيداً، سيترك «ماليه» Malé وقد كسب أصدقاء جُدداً، لا سيّما إذا كان أحد ضيوف منتجع Cheval Blanc Randheli المثالي لقضاء الإجازة الحلم، في أحضان الطبيعة، على مقربةٍ من البحر، حيث تعانق الرمال البيضاء الأحلام وتترجمها ضيافةً مترفة فاخرة.
إلى «نونو أتول»... دُر!
الرحلة من دبي- الإمارات العربية المتحدة إلى عاصمة المالديف «ماليه»، تكاد لا تكون بعيدة، فهي تبعد حوالى الأربع ساعات عنها، ولكن وجهتنا بعد العاصمة، كانت جزيرة «نونو أتول» Noonu Atoll، وهي إحدى المقاطعات الإدارية في المالديف، وتحديداً منتجع Cheval Blanc Randheli، وهو ثاني فندق لمجموعة LVMH Hotel Management، وقد تمّ افتتاحه في صيف 2013.
يقع المنتجع في قلب «نونو أتول» النابض بالحياة، ويبعد حوالى أربعين دقيقة بالطائرة المائية من شمالي «ماليه»، حيث يستقبلك فريق عمل الفندق ويقطعون لكَ تذكرة ذهابٍ إلى المنتجع، عبر الطائرة المخصصة، ويُرشدونك للاستراحة في الجناح الخاص بـ Cheval Blanc عند مرفأ الطائرات المائية في «ماليه».
تجربة ركوب الطائرة المائية قد تبدو غريبة للبعض، ولكنّها فعلاً من أجمل ما قد يحدث معك في الجزيرة، فأنتَ ترى كلّ الجزر المحيطة بـ«ماليه» من الأعلى، تحلّق فوقها، تكتشف أنّ الحياة في هذه البقعة من الأرض هي فعلاً جنّة فيها كلّ عوامل الراحة والاستجمام النفسي والبصري، إذ تعيش أجواء استوائيّة على مقربةٍ من البحر، وسط الغابات الكثيفة.
من السماء، ترى الجزيرة الكبيرة تضمحلّ في المحيط وتنقسم إلى خمس جزرٍ أخرى عائمة على سطح المياه الزرقاء المطعّمة ببقعٍ خضراء وأخرى ذهبية، بفعل انعكاس الضوء على لون الرمال أو النبات تحتها.
وها هي الطائرة تحطّ، وترتسم ملامح المارينا الخشبي أمامكَ، بموازاة علبٍ خشبيّة على طول خطّ الشاطئ، تبدو وكأنّها علبٌ موزّعة بطريقة هندسية. فهذا المكان حتماً لا يُشبه أي مكانٍ آخر قد تطأه القدم.
الاستقبال الاستثنائي
الاستقبال على المارينا الخشبي لـ Cheval Blanc Randheli، يُشعركَ بأنّكَ بين الأهل والأصدقاء، بدءاً من حسنُ الضيافة والابتسامة التي لا تفارق وجوه المضيفين، وصولاً الى المرطّبات الباردة التي يُقدّمونها إليكَ بعد مصافحتكَ، وهم قد عرفوا من أنت، فيُنادونكَ باسمكَ لكسر حاجز التعامل الرسمي، وتصبح أنتَ فرداً جديداً في العائلة. ولا أنسى استقبال مدير المنتجع الفرنسي «لوران شانسيل» Laurent Chancel، وكيف أنه بعدما علِمَ أنّني من بيروت، راح يسترجع ذكرياته في لبنان، بدءاً من الوسط التجاري في أحد المطاعم الفخمة، مروراً بلحظات الرعب التي عاشها عقب الأحداث التي شهدها البلد، وهو يصطحبني إلى بهو الاستقبال، الذي تطغى عليه تدرّجات الألوان الترابية والتي تذكّر دائماً بالأرض، مصدر العيش والطاقة الأبرز هنا، ومن ثمّ إلى السيارة الصغيرة التي ستقلّني إلى مكان إقامتي. لكن أكثر ما زلتُ أذكره، هو رائحة تلك المنشفة المعطّرة، التي قُدّمت لنا فور الوصول لننعش وجوهنا، إذ يحمل ذلك العطر الاستثنائي، والذي ما زلتُ أحتفظ بالقليل منه حتى اليوم، توقيع François Demachy، أحد أبرز صانعي عطور دار كريستيان ديور، وهنا تبدأ المغامرة... فتستقلّ الـ Golf Car المخصّصة لكَ نحو الفيلّا المعدّة للاستقبال. وأول ما يلفت الانتباه هو المنحوتة الضخمة Arch للفنان Vincent Beaurin الذي نحتها من النحاس لتكون في استقبال روّاد المنتجع. وهنا لا نتحدّث عن فندقٍ ولا عن منتجعٍ عاديّ، بل عن مجموعة فيلاّت كاملة التجهيزات، فخمة وتعكس أسلوب الحياة الآسيوي مع الشكل والهندسة المعمارية الفرنسيّة من الخارج والداخل.
أهلاً بكَ في منزلكَ
المهندس جان ميشال غاثي هو من صمّم وخطّط لبناء هذه الوحدات السكنية الـ45، والتي تحمل في تصميمها الخصوصية والتميّز لتؤمّن لقاطنيها الراحة والاستجمام، سواء كانوا في رحلةٍ عائلية مع الأصدقاء، يقضون شهر العسل، أو حتى بمفردهم.
لم تمضِ لحظات، حتى شعرتُ بالفعل وكأنّني أزور منزلاً أعرفه، مترفاً وأنيقاً، فيُمكنكَ فتح الحُجرات الثلاث على بعضها البعض، أو فصلها للحصول على الخصوصية من خلال أبواب خشبية عالية (ارتفاعها 7 أمتار) عندما تُغلق تُصبح كالحائط العازل بين أقسام الفيلا، التي تحتوي على منحوتة للفنان Vincent Beaurin من الرخام والكوارتز، مختلفة تماماً عن المنحوتات الـ 44 الموجودة في الفيلات الأخرى، وتزدحم فيها الألوان بالتدرّجات الترابية مع تداخل الأصفر والأخضر.
ولنختتم جولة اليوم الأول الاستكشافية للفيلا، دُعينا للعشاء في مطعم Deelani الإيطالي، والذي يُعدّ أطباقاً مستوحاة من مطابخ البحر الأبيض المتوسّط، فاخترتُ النيوكي الإيطالية بصلصة الطماطم، وتشاركتُ مع المدعوّين الآخرين طبقاً من سلطة السالمون.
منتجع صحّي بتوقيع Guerlain
لم أعهد يوماً أن تكون هناك جزيرة مخصّصة للمنتجعات الصحية Spa، ولكن في Cheval Blanc الأمر مختلف، حيث إنّ «السبا» يمتدّ على مساحة جزيرة منفصلة عن تلك التي تتضمّن الوحدات السكنية، وعليكَ أن تستقلّ الـ Dhoni، وهي باخرة الصيد التقليدية في المالديف، لتصل إليها.
فالجزيرة تتضمّن 6 وحدات للعلاج، حمّامين مغربيّين، جناحاً مخصصاً لتدليك التاي وآخر لليوغا، فضلاً عن بوتيك يعرض أحدث مستحضرات دار Guerlain وصالونات تجميل ومطعم صحّي. وليكون للإجازة في المالديف طابع مختلف، وفّرت دار Guerlain علاجات استثنائية وحصرية من التدليك والأقنعة، فيُمكنك الاستفادة من تحضير البشرة للتعرض للشمس، أو حتى تنقيتها بعد النشاطات تحت أشعة الشمس الاستوائية، أو الاستفادة أيضاً من الـMassage Anti-Jet lag الذي من شأنه التخفيف من تعب السفر ومشاكل البشرة الناجمة عنه. ولا يكتمل اليوم الثاني على الجزيرة من دون القيام بجولةٍ في الـ Owner’s Villa، أو فيلا «المالك» والتي شُيِّدَت على جزيرة مستقلّة، فيها 4 حُجرات للنوم متصلة وغرف، وصالونات كل واجهاتها على البحر مطلّة، ويُمكن الاستفادة من المناظر الخلابة لعشاء عائلي أو للاستمتاع بالسهرات الرومانسية. ولا يمكن مغادرة «السبا» من دون تناول غداء في المطعم الصحي والتلذّذ بأطباق الـ Detox وأخرى نباتيّة.
في اليوم الممطر... استجمامٌ وراحة
السعادة في الإجازة على الجزيرة تكمن في تفاصيل عدة، لا سيّما التنقّل على الدرّاجة الهوائية في الممرات بين الأشجار الباسقة، لتكتمل في أجواء من الاسترخاء والاستجمام في اليوم الأخير، قبل الرحيل، حيث كان الطقس قد تبدّل وتلبّدت السماء بالغيوم، ورغم أنّني كنتُ أريد خوض تجربة الغوص (Snorkeling) وحتى الرحلة الخاصة إلى وسط المحيط لمشاهدة الدلافين، لكن النشاطَين أُلغيا بسبب الأمطار.
إلّا أنّ حصة اليوغا فعلاً، كانت مفيدةً في التخفيف من وطأة التعب والضغط اليومي، إذ اعتدتُ على ممارسة اليوغا منذ سنوات، في صفوف مغلقة، وكانت المرّة الأولى التي نجلس فيها مع عددٍ من نزلاء الفندق، على شاطئ البحر تحت المطر نتابع تمارين اليوغا والتنفّس.
إلى اللقاء...
ثلاثة أيامٍ مضت في «نونو أتول»، لم نشعر خلالها بالملل، فكان الاكتشاف الدائم صديقنا، والنزهات المسائية في الممرّات الطبيعية، وأخرى في الـ Golf Car التي أقلّتنا إلى المطاعم الموجودة في Cheval Blanc لا تُنسى؛ فكلّ ليلةٍ حملت في ختامها سهرةً وعشاء مختلفين، وذكريات وأحاديث مع أشخاصٍ سكنوا في الجزيرة، وآخرين زاروا قسماً مختلفاً منها. خيارات الطعام والعشاء كانت مختلفة في كلّ ليلة، من Dyptique الياباني التقليدي، مروراً بـ White مع سهرةٍ تقليديّة تراثية على أنغام الإيقاعات والرقص «المالي»، وصولاً إلى تجربة Dinalii على البحر، والجولة في مطعمَي Le 1947 وLa Table de Partage الفاخرين. ولعلّ لحظات الوداع قد تكون الأصعب، حيث إنّ طاقم العمل رافقنا طوال الأيام الثلاثة، وخلال المغادرة، بحيث وقفوا يلوّحون لنا بأيديهم بينما نصعد إلى الطائرة المائية التي ستُعيدنا إلى «ماليه»، على أمل أن نعود من جديد، وقد أعدّوا لكلٍ منا هديّةً رمزيّة ليحتفظ بها مع الذكريات والصور من الجزيرة.
معلومات مهمّة... Traveler Tips
● العملة المحلية هي «الروفيا المالديفيّة»، وكلّ دولارٍ يُعادل 15.55 روفيا. يُمكنك استخدام عملة الدولار من دون الحاجة إلى صرف عملة البلد.
● التوقيت المحلّي على جزيرة «نونو أتول» يزيد ساعةً واحدة عن العاصمة «ماليه»، أي ساعتين عن توقيت دبي المحلّي.
● 5 فئات للوحدات السكنية متوافرة في الجزيرة، والتي يمكن اختيارها وفق عدد الأشخاص المسافرين.
● لمحبّي التسوّق والقطع النادرة، عرضت دار Hublot للساعات قطعاً نادرة ومصنوعة خصيصاً لـ Cheval Blanc Randheli للبيع في متجر المنتجع.
● لمحبّي الموضة والأزياء أيضاً، يُمكنكم أن تعثروا على أحدث تصاميم الدور العالميّة مثل FENDI و PUCCI، كما يُمكنكم تسوّق التحف والأكسسوارات وزينة المنزل المصنوعة يدويّاً والحرف النادرة.
● لا تفوّتوا فرصة اقتناء مستحضرات التجميل والزيت التجميلي- Huile Sèche الذي يُقدّمه المنتجع، برائحة Island Chic وذي المنافع المتعدّدة.
● جرّبوا شراب جوز الهند الطبيعي، حيث يتمّ قطف الثمرة من الشجرة وتقطيعها على الطريقة التقليدية وتقديمها لروّاد المنتجع.
● يمكن الأطفال والمراهقين الاستمتاع بوقتهم على الجزيرة في نادي Le Carrousel للأطفال ونادي Le Paddock Teens.
لا تفوتي مشاهدة فيديو تفاصيل الرحلة على www.lahamag.com وعلى تطبيقات iPhone وiPad وAndroid
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024