هيثم شاكر: كلام غادة عبد الرازق خلّصني من الرعب
على رغم تلقّيه عروضاً للتمثيل منذ سنوات، إلا أنه كان يرفضها لينتهي أولاً من الحصول على دورات دراسية يكون بها جاهزاً للوقوف أمام الكاميرا، وعلى رغم ذلك أيضاً عاش حالة من الخوف والرعب في التجربة الأولى له من خلال مسلسل «أرض جو».
المطرب هيثم شاكر يكشف أسباب حماسته لتلك التجربة، وكلمات غادة عبد الرازق التي أنقذته من حالة الرعب، وسر قراره إنتاج ألبومه المقبل بنفسه، وحرصه على حق زوجته وولديه في حياة طبيعية لا تتأثر بشهرته.
- لماذا فضّلت أن تكون انطلاقتك الدرامية من خلال مسلسل تلفزيوني، على عكس باقي زملائك الذين بدأوا مسيرتهم بأفلام سينمائية؟
أنا فنان، وعليَّ أن أخوض المجالات كافة ما دمت قررت أن أخوض غمار التمثيل، وحين شرعت في تنفيذ الفكرة، قمت باستعراض أفضل السيناريوهات التي عرضت عليَّ فلم أجد أفضل من سيناريو مسلسل «أرض جو»، وذلك لعوامل عدة أبرزها الإنتاج الضخم الذي وفّره المنتج تامر مرسي للعمل، وأيضاً فريق عمل على درجة كبيرة من النجومية، مثل غادة عبد الرازق وعباس أبو الحسن وصديقي أحمد الشامي، إضافة إلى المخرج المتميز محمد جمعة والكاتب محمد عبدالمعطي، كما أن فكرة المسلسل جديدة ومشوقة وتجذب أي شخص للمشاركة فيها، وأنا محظوظ بخوض تلك التجربة.
- كيف كانت ردود الأفعال التي تلقّيتها حول مشاركتك في المسلسل؟
ردود أكثر من رائعة، وأنا حتى الآن غير مصدّق النجاح المميز الذي حققته في العمل، فالدور كان مناسباً لي جداً، ربما لكوني مطرباً في الأصل، وهو يدور حول حياة مطرب، كما أن أكثر ما أفرحني إشادة النجمة غادة عبدالرازق بي، فكلامها عني يكفيني، وأشكرها على أنها كانت سبباً في تقديمي أداءً جيداً في المسلسل، وأتمنى لها التوفيق دائماً في كل أعمالها المقبلة، فهي فنانة رائعة على المستوى الإنساني، تحب الخير للجميع، وتفرح لكل من يشاركها في أعمالها.
- هل وجدت التمثيل سهلاً في تجربتك الأولى؟
لم أقتحم مجال التمثيل من دون دراسة، فأنا جلست طويلاً مع نفسي قبل خوض تلك التجربة، ورأيت أنه من الأفضل الدراسة قبل خوض السباق، وبالفعل بدأت في عام 2009 تنفيذ تلك الخطة بالحصول على كورسات تمثيل، وعلى رغم كثرة الأعمال التي كانت تعرض عليَّ طيلة تلك الفترة، إلا أنني كنت أرفضها جميعاً، لكي أركز في الدراسة، كوني كنت متأكداً من أن تسرّعي في قبول أي عمل سيعود بالضرر عليَّ ويؤثر في شعبيتي الفنية، نظراً الى أنني ما زلت أحبو في مجال التمثيل، لكن بعد أن انتهيت من الكورسات وظهرت في مسلسل «أرض جو»، كانت النتيجة النهائية لمصلحتي.
- هل شعرت بالخوف حينما بدأت تصوير المسلسل؟
منذ المشهد الأول لي في المسلسل حتى المشهد الأخير، كنت أعاني من الرعب، فالتجربة جديدة والخوف من الفشل كان هاجسي، وعلى رغم أنني كنت أتلقى التهاني والمباركات من مختلف زملائي على كل مشهد، إلا أنني كنت أرى أن المستوى الذي أقدمه محدوداً، وأن ما يقولونه لي مجرد مجاملة من الزملاء لكي يشجعوني للانتهاء من دوري، لكنني اكتسبت الثقة الحقيقية حينما أشادت الفنانة غادة عبد الرازق بأدائي في وسائل الإعلام، عندها شعرت بأنني حققت أمراً متميزاً في مسيرتي الفنية.
- هل تدخلت في تفاصيل المسلسل كون الشخصية التي تقدمها لمطرب؟
إطلاقاً، المؤلف محمد عبد المعطى صديق قديم لي ويعرف تفاصيل حياتي عن قرب، وخلال رسمه الشخصية وضع أموراً كثيرة فيها من شخصيتي.
- ما حقيقة أن الدور كان لزميل آخر قبل أن توافق عليه؟
هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، بدليل أن محمد عبد المعطي كتب الدور لي، وكنت أول شخص يعرضه عليه، ووقتها قبلت على الفور كوني رأيت نفسي قريباً من الشخصية.
- هل هناك فرق بين التمثيل في الأغنيات المصورة والتمثيل في الدراما؟
بكل تأكيد، فالأغنيات المصورة لا تعد تمثيلاً صريحاً، وكل ما يفعله المطرب خلال التصوير هو أنه يجلس أو يتحرك أمام الكاميرا، ويحرك شفتيه لكي يظهر أنه يغني كلمات الأغنية، حتى لو كان الكليب يتضمن أجواء تمثيلية، فمدة أي أغنية لا تزيد عن الست دقائق.
أما التمثيل في الدراما فهو عالم آخر، يحتاج إلى أداء تمثيلي وحركات وطبيعة إلقاء الكلمات وتعابير وجه، فالأمر مرهق وشاق، حتى أن التصوير يمتد لأكثر من ثلاثة أشهر، الى درجة أن التصوير يستمر لأكثر من عشر ساعات في اليوم الواحد، لكن الفترة ما بين كلمة action وcut هي أمتع شيء في الوجود.
- هل ستستمر في تقديم الشخصيات الطيبة في الدراما؟
بالعكس، أحب أن أؤدي كل الأدوار، بخاصة بعد أن ظللت سنوات أحصل على كورسات في التمثيل، فالشخصية العادية ربما لا تترك انطباعات جيدة لدى الجمهور، وينساها مع مرور الأيام، أما الشخصيات المركبة والأدوار الشريرة، فتترك بصمة أكبر، لكن أيضاً الشخصية الهادئة ذات الوجه الوسيم لا بد منها في الدراما، لأن هناك نوعية من السيدات والفتيات تحبذ الأعمال الرومانسية التي تظهر الشاب المهتم بخطيبته وزوجته طيلة الوقت، ويقول إنه يحبها ويحارب الدنيا من أجلها، وفي النهاية التمثيل أذواق أيضاً.
- هل سيبعدك التمثيل عن الغناء مثلما حدث مع عدد كبير من زملائك؟
إطلاقاً، أنا في الأساس مطرب، وأرى نفسي مطرباً ولست ممثلاً، فالتمثيل يأتي بعد الغناء، وسأعود مجدداً لاستكمال تسجيل أغنيات ألبومي الجديد الذي سيضم عدداً كبيراً من الأغنيات الشرقية والغربية، والألوان الغنائية كافة التي سيحبها جمهوري، وأتمنى أن يحوز العمل إعجابهم، بخاصة أنني بذلت مجهوداً شاقاً وجباراً فيه لكي يخرج في أفضل شكل ممكن، وأفكر جدياً في طرحه خلال عيد الأضحى المبارك حتى يأخذ حقه كاملاً.
- ما هي تفاصيل الألبوم؟
الألبوم يتكون من 12 أغنية، انتهيت من تسجيل ثمانٍ منها، وتتبقى أربع اخترتها لكني أعمل على تنفيذها. وتشارك في الألبوم مجموعة متنوعة من الشعراء والملحنين. إشارة الى أنني لم أحدد اسم الألبوم حتى الآن.
- لماذا لم تقدم أي ألبوم لأكثر من أربع سنوات كاملة؟
ظروف الابتعاد كثيرة، لكن أبرزها صعوبة الإنتاج الغنائي في الوقت الراهن، ففي الوطن العربي ليست هناك سوى شركتين للإنتاج الغنائي، كما أن الحالة الغنائية في تدهور مستمر، والجميع يعاني، وربما اتخذت قراراً بالغناء وعدم النظر الى الإنتاج، كوني سأقوم بإنتاج العمل على نفقتي الخاصة، إضافة الى أنني مررت خلال السنوات الماضية بعدد كبير من المشاكل التي أثرت فيّ، والتي لا أحب أن أتذكرها، لذلك أحاول هذا العام أن أثبت لنفسي ولجمهوري أنني قادر على العودة مرة أخرى الى الغناء.
- لماذا فضلت أن تنتج ألبومك بنفسك؟
كي لا يتحكم بي أي شخص، فأنا الذي أتحكم في أعمالي وأقوم باختيار أفضل العروض، ولا أنظر إلى الجانب المادي والمردود الذي سيأتي لي، وربما تكون مشكلتي الوحيدة أنني تأخرت في طرح الألبوم، لكن المثل المصري يقول: «كل تأخيرة وفيها خيرة».
- ما الأغنيات التي ستصورها من الألبوم؟
سيتم تصوير أغنيتين خارج مصر، لكنني لم أحددهما بعد نظراً الى أنني ما زلت في إطار العمل على أغنياته.
- ما الأعمال التي تابعتها خلال شهر رمضان الكريم؟
لم يسمح لي الوقت بأن أشاهد أعمالاً في شهر رمضان، نظراً الى كوني انتهيت من التصوير مع نهاية الشهر الكريم، لكنّ عدداً من أصدقاء رشّح لي مسلسلات عدة لكي أتابعها بعد ذلك، وهي: «كلبش» لأمير كرارة، «لأعلى سعر» لنيللي كريم وزينة، «لا تطفئ الشمس» لميرفت أمين، «ريّح المدام» و«خلصانة بشياكة».
- هل توافق على فكرة التصنيف العمري التي أطلقها جهاز الرقابة على الأعمال الدرامية؟
بالتأكيد، فأنا أرى أنها أمر جيد، بخاصة أن الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة تضمنت ألفاظاً ومشاهد عديدة خادشة للحياء العام، وغير مناسبة للأطفال.
- لماذا تخفي دائماً الجانب الأسري من حياتك ولا تتحدث فيه للإعلام؟
أحب دائماً أن أفصل بين حياتي الأسرية وحياتي الفنية، فحياتي الأسرية لا تهم أحداً غيري، أما الفن فهو ملك للجميع، كما أنني أحبذ أن أترك لأولادي وزوجتي المجال ليتمتعوا بحقوقهم كافة وحريتهم بعيداً عن الأضواء والإعلام، وهم سعداء بهذا الأمر، ويطلبون مني أن أتمسك بهذا الأمر، ولو فعلت غير ذلك سأكون غير منصف لهم، كوني أكون أتعدى على حريتهم وأتحدث عنهم من دون رغبتهم.
- هل لدى ابنيك أي مواهب فنية؟
ورث إبناي محمد وهنا جينات الفني مني، وأتمنى أن يستمرا في تنمية تلك المواهب، فمحمد يعزف على الغيتار، أما هنا فهي عاشقة للبيانو، كما أنهما دائماً ما يغنيان في المدرسة والبيت، ويمتلكان صوتاً جيداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024