مارون شديد: «توب شيف» برنامج عائلي ومحترف
يمتلك شخصية قاسية ومتعاونة في الوقت نفسه، وإلى جانب أنه عضو لجنة تحكيم برنامج Top Chef، فهو مستشار للبرنامج أيضاً. يؤكد الشيف اللبناني مارون شديد، أن هدف البرنامج هو اختيار شيف يمتلك التقنيات والمذاق وطريقة التقديم معاً. ويشير إلى أن ثمة مشتركين خذلوهم وآخرين تفننوا في تقديم أطباقهم.
- كيف كانت أصداء الانطلاقة الجديدة للموسم الثاني من Top Chef؟
سأطلعك على ما قبل الانطلاقة، ففي الموسم الماضي لم يكن الناس معتادين على مشاهدة Top Chef ولا يعرفون عنه شيئاً، علماً أننا بذلنا جهداً لكننا لم نكن نعرف كيف ستكون ردة فعل الناس. لا شك أن الموسم الأول «كسر الدنيا»، وأن المشاهدين أحبوا البرنامج كثيراً، وهذا كان واضحاً من خلال نسب المشاهدة والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي. ما يميز «توب شيف» أنه برنامج عائلي وفي الوقت نفسه هو برنامج للمحترفين، فيه شوق وحماسة وينتظر الجمهور من سيخرج ومن سيبقى وما هو طبق هذا الشيف اليوم أو ذاك الشيف... ونحن كلجنة تحكيم، كان لكل واحد منا دوره.
- ماذا عن الموسم الثاني؟
في الموسم الثاني، باتت لدينا توقعات، وحتى خلال مرحلة التصوير كنا نعرف ما ينتظرنا، بينما في الموسم الأول لم نكن نعرف، كما أنني أتحمل مسؤولية أكبر، فإلى جانب أنني حكم، أنا أيضاً مستشار للبرنامج، ففي كل ما يتعلق بالوصفات والمكونات يكون لي دور في اختيارها والتحضير لكل شيء مع فريق العمل لنصل إلى هذه النتيجة. وبالتالي، قبل انطلاق البرنامج، سُئلنا كثيراً عن موعد انطلاق الموسم الثاني، وذلك بعدما تمت تهيئة الأرضية لانطلاق البرنامج مجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة عرض الموسم الأول مرتين. وقد رُصدت تعليقات الناس على تلك المواقع، وكان التحدي كبيراً جداً لنا كلجنة تحكيم وفريق إنتاج ومخرج وMBC بشكل عام...
- لم تكن تعليقات اللجنة في الحلقة الأولى على طبق جورج الشرتوني إيجابية ولكنك كنت سعيداً به، لماذا؟
بالفعل كنت سعيداً به، إذ إننا مع انطلاقة البرنامج، نحاول أن نتعرف الى شخصية المشترك لنرى قدرته على التحدي. لا شك أن طبق جورج لم يكن مميزاً واستعجل في تنفيذه، لكنه لم يقفز من الطوافة بالمظلة وتأخر عن زملائه لنصف ساعة، إلا أنني لم أكن أرغب في أن ينهي طبقه قبل الآخرين، ومن الجيد أن نمنحه الثقة لأنه خاض المغامرة وتحدى ذاته ليثبت نفسه في البرنامج.
- لكن كان طبق جورج الأفضل في الحلقة الثانية في تحدي تحضير طبق من منتوجات بلد كل مشترك ومحاصيله!
بالفعل، والبرنامج يخبئ مفاجآت كثيرة وغير متوقعة.
- ما هو الطبق الذي اعتبرت أن فناناً أعدّه، في أولى الحلقات؟
في الحلقات الأولى، نتعرف إلى مستوى المشتركين، ففي الحلقة الأولى مثلاً، كان طبقا منير وعزيز بارزين وبدا أن مستواهما عال. أما المذاق الأفضل، فكان لطبق مصطفى سيف، وحتى طريقة تقديمه كانت جيدة جداً، كما أن فادي منيمنة يمتلك تقنيات عالية، ويهمنا في البرنامج أن نجمع في كل مشترك التقنيات والمذاق وطريقة التقديم. لكن إذا كانت تقنياته عالية جداً ومذاق طبقه غير مقبول، فلن يكمل، إضافة إلى موضوع التوازن.
- ما معنى التوازن في تحضير الأطباق؟
مثلاً، في طبق مكون من الخضار والبطاطا واللحم، يجب أن نوازن المكونات مع المذاق المتجانس مع بعضه البعض والتقنيات والألوان وطريقة التقديم، وهذا ما نبحث عنه.
- في الحلقة الثانية أحرقت عايدة الطبق!
أخبرتُ عايدة بأنها ربة منزل وتملك شغف الطبخ، ولا يعني أن كل شيف يحضر لائحة طعام للمطاعم أنه مميز، فهناك طرق عدة من خلال الإنترنت يستطيع عبرها أي شيف أن يحضر Menu، لكن طريقة تنفيذ لائحة الطعام وما هي التقنيات والخبرة التي نضعها فيها هي الأهم. أنا شيف بخبرة ثلاثين سنة، وما زلت أشعر بأنه ينقصني المزيد من التقنيات. وعايدة لا تملك هذه الخبرة.
- على أي أساس تم اختيارها؟
عندما نختار مشتركين يمرون بمراحل عدة وينجحون بالاختبار الأخير ويتأهلون في الدخول إلى البرنامج، لكن هذا لا يعني أنهم سيستمرون، وأن جميع المشتركين نجوم، إذ ثمة من يفوز بمباراة توظيف ولكنه لا يكمل، وبالتالي نلمس على أرض الواقع مدى خبرة الشيف أو الموظف وقدرة تحمّله الضغط وأخلاقه وطريقة تعامله مع زملائه، إذ يتركز عملنا على مبدأ الاحترام، أولاً احترام المكونات التي بين أيدينا وكيف نتعاطى معها ومع المسؤول عنا. فالشيف لم يعد ذلك الشخص الذي يقف خلف الفرن، بل أصبح شخصية عامة ولديه شبكة من الناس وعلاقات عامة، ومبدعاً ويركز في ابتكار أطباقه out of the box.
- هل مستوى مشتركي الموسم الثاني أفضل من الموسم الأول؟
بشكل عام، هناك نسبة أكبر من الموسم الماضي.
- هل ثمة مشتركون خذلوكم؟
في الموسم الأول ثمة من خذلنا، وفي هذا الموسم أيضاً، إذ إن هناك أشخاصاً نتوقع منهم الأفضل ولكنهم على الأرض لا يستطيعون أن يقدموا أفضل ما لديهم، وهذا لا يعني أنهم غير قادرين على التنفيذ بشكل جيد ولكنهم غير معتادين على التحدي، فليس كل شيف قادراً على التحدي. في التحدي، يكون تحضير الأطباق مختلفاً عن تنفيذها في الأيام العادية، فالشيف هو مسؤول عن وقته وغير خاضع لضغوطات الوقت، بينما في البرنامج، على الشيف أن يتمتع بالابتكار والذكاء وسرعة البديهة، ويسخّر بوقتٍ بسيط إمكاناته ليقدم طبقاً أو وصفةً مميزة. والضغط الذي يتعرض له المشتركون كبير جداً، إلى جانب أنهم يطهون أمام الكاميرا وينامون في وقت متأخر ويستيقظون باكراً. هذا تلفزيون واقع.
- ما هي أهمية البرنامج أن يكون تلفزيون واقع؟
نحن ننقل الى الناس حقيقةً، والمراحل التي يمر بها المشترك لإعداد طبقه، من سباق مع الوقت وتحديات وشخصية كل منهم ومزاجه وبكائه والضغط الذي يعيشه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024