واسيني الأعرج في سلسلة آفاق عربيّة
عن سلسلة آفاق عربية، التي تصدر عن هيئة قصور الثقافة، صدر للكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج روايته «نوار اللوز... تغريبة صالح بن عامر الزوفري»، وقد أهدى واسيني الرواية إلى «الراحلون المقيمون.. اليوم، كل شيء تلاشى إلا أنتم. فقد بقيتم واقفين كشجرة خروب في وجه اليأس. شكراً على صبركم الكبير. أملاً في دنيا أكثر رحمة وعدلاً».
وقبل أن يبدأ واسيني روايته، كتب ما أطلق عليه بـ»فاتحة الرواية» جاء فيها: قبل قراءة هذه الرواية التي قد تكون لغتها متعبة، تنازلوا قليلاً واقرأوا تغريبة بني هلال. ستجدون حتماً تفسيراً واضحاً لجوعكم وبؤسكم. لا يزال بيننا، وحتى وقتنا هذا؛ الأمير حسن بن سرحان، دياب الزغبي، أبو زيد الهلالي، الجازية، فمنذ أن رمينا على هذه التربة الجافة وإلي يومنا هذا، لا يزال النصل هو لغتنا الوحيدة لفك خلافاتنا».
الرواية تدور في فلك السيرة الشعبية، ويتحدث الأعرج فيها عن سلالة بني هلال وما تعرضوا له من أوبئة وأمراض، متحركاً ما بين الصحراء والمدن، مستعرضاً تاريخ المغرب العربي، وهي مقسمة لأربعة فصول رئيسية، الأول بعنوان «تفاصيل صغيرة»، الثاني «ناس البراريك»، الثالث «احتمالات موت مؤجل»، الرابع «صهيل الجياد المتعبة».
من أجواء الرواية: «نهارنا يا خويا عمر مخيف. وليلنا متعب كدمع اليتامى. تصور، حين غادرتني الجازية، وعادت شقوق الحائط إلى التئامها الطبيعي، أغمضت عيني في ساعة متأخرة من الليل. رأيت السكاكين تهاجم حواسي الخمس، والنيازك تندفن في العيون، وفي بطون أطفال الأحياء الفقيرة، واستيقظت على ريح صحراوية حامية حولت خضرة العيون إلى يبوسة. مع أن المسألة في هذا الفجر لم تبدأ بالشكل الدرامي المرفوض. فقد رأيت وسط هذا الخوف، وللمرة الثانية وجه لونجا زوجة إمام القرية المتوفى، المرأة ذات العينين المتسعتين، كانت تحت رحمة جثتي. الملعونة جميلة، تخاف وتخيف، فيها شيء من سير الأنبياء الآفلين. يا لطيف! هذه الطفلة بركان!».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024