هذه هي احتياجات مريضة سرطان الثدي في السعودية
في حديثه عن احتياجات مريضة سرطان الثدي في السعودية، التي لم تلقَ الاهتمام اللازم، قال الدكتور أحمد علي سعد الدين، استشاري الأورام السريرية في قسم التعليم السريري لمرضى الأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، الشؤون الصحية في الحرس الوطني في الرياض: "إن عبئاً نفسياً وجسدياً كمرض سرطان الثدي له تأثير كبير في المريضات وفي أفراد عائلاتهن، لأن الإصابة به تُعتبر عيباً في المجتمع السعودي، وبالتالي تكون المريضة تحت ضغط نفسي من العائلة والمجتمع على حد سواء، فضلاً عن الضغط النفسي الناجم عن التشخيص الذي كشف عن وجود المرض".
وأكد د. سعد الدين "أن الاحتياجات النفسية لمريضات سرطان الثدي يجب أن تتوزع على مدى واسع من المسؤوليات الاجتماعية والنفسية والجسمية لكل من المريضة وعائلتها.
كما أن تقييم مثل هذه الاحتياجات خطوة أساسية على طريق تقديم العلاج العالي الجودة مع عدم التركيز فقط على العلاج الدوائي".
وشدد د. سعد الدين على "أهمية التحسن الملحوظ في نتائج علاج سرطان الثدي في ما يخص فهم المرض وتحقيق نهج أفضل وأكثر تخصصاً في استخدام العلاج المستهدف والبيولوجي، إضافة إلى التقدم في البحوث لفهم آلية مقاومة مثل هذه العلاجات".
وأوضح د. سعد الدين أن أكثر من 65 في المئة من النساء السعوديات اللواتي شُخِّصت حالتهن على أنهن مصابات بسرطان الثدي وفي المراحل المتقدمة منه، استفدن من التطورات الأخيرة التي طرأت على صعيد العلاج التي بعثت الأمل مجدداً لدى المريضات بالعودة إلى حياة طبيعية خالية من المرض، لأن الأدوية المصادق عليها كعلاج لهذا المرض باتت موجهة بصورة أكثر للشفاء منه ومن دون الحاجة الى إدخال المريضة إلى المستشفى، وبالتالي حمايتها من التأثيرات النفسية التي كانت تسببها العلاجات السابقة.
وقد خصَّ الدكتور أحمد سعد الدين، استشاري علم الأورام السريرية في قسم التعليم السريري لمرضى الأورام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، الشؤون الصحية في الحرس الوطني في الرياض، وبروفيسور في الجامعة، "لها" بحديث قال فيه: "السرطان ليس مرضاً فحسب، بل هو مجموعة من الأمراض المعقدة والمختلفة في طبيعة نشأتها وتطورها ومراحلها، وبالتالي يعتمد على نوع الخلية، وسرعة الانتشار وطبيعة المريضة في حد ذاتها، وفي النهاية لا ينشأ السرطان إلا في عطب بمادة DNA ، والتي تُعتبر شيفرة الخلية، هذا العطب يجب التعامل مع نتائجه بكل الوسائل".
أما من ناحية العلاج، فقد لفت د. سعد الدين الى أنه "خلال السنوات العشر الماضية، سجّل بعض الأورام نسبة شفاء وصلت إلى 90 في المئة، وبعضها الآخر لم تتعدّ نسبة الشفاء منه الـ5 في المئة، لكن سرطان الثدي في البلدان المتقدمة وصلت نسبة الشفاء منه إلى أكثر من 95 في المئة، كما أن مدة العلاج قصيرة، ومنهن لم يحتجن إلى علاج كيماوي".
وبما أن الأورام علم قائم بذاته، فقد أوضح د. سعد الدين أن "الأورام علم معقد متخصص لكل مريض ومريضة، حالته/ حالتها، ويجب أن تُدرس بدقة، واللجوء الى العلاج المتعارف عليه عالمياً، وقد تحققت نتائج جيدة جداً".
وأشار د. سعد الدين في رسالة إلى كل سيدة، الى "أنه أحياناً، تأتيه الى العيادة 10 مريضات ثدي، لكن تختلف الواحدة عن الأخرى في طبيعة المرحلة، فيكون العلاج مختلفاً تماماً والتوقعات مختلفة، وتلك الرسالة لن تصل الى الجميع بشكل واضح".
لكن إحدى أهم الرسائل التي عمل عليها د. سعد الدين، بعد عودته من بريطانيا "عدم استئصال الثدي كاملاً، وإن وجدت ضرورة لذلك يجب أن يكون هذا الاستئصال محدوداً، وما علينا إلا استخدام الكيماوي قبل الاستئصال بجرح بسيط في الثدي وجرح بسيط تحت الإبط، والأفضل ألا يُستأصل، وإن حدث يجب أن يكون هناك فريق طبي متخصص بتلك الحالة، مع الاهتمام بالناحية الجمالية للمرأة كونها مهمة جداً في البلاد المتقدمة، باعتبار أن لأنوثة المرأة وزنها وأهميتها، وقد شاهدت نتائج مبهرة في الحقيقة".
وختم د. سعد الدين بأن "نسبة 10 في المئة من أورام الثدي وراثية، لكن في النهاية هو مرض جيني وليس كل جيني وراثياً".
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024