تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

بشرى: أخدم مجتمعي على حساب صحتي وحياتي

رغم أنها تقدم البطولة المطلقة الأولى لها في السينما من خلال فيلم «ليل داخلي»، لكنها لم تقلق من العمل فيه مع مجموعة من الشباب. النجمة بشرى تتكلم عن تجربة هذا الفيلم، ومسؤوليتها في مهرجان الجونة السينمائي، ولماذا توقفت عن الغناء.
كما تكشف عن علاقتها بنيللي كريم وموقفها من الهجوم عليها أخيراً، ورأيها في عمرو دياب، ورسالتها لزوجها.


- قدمت البطولة السينمائية الأولى لك أخيراً في فيلم «ليل داخلي» مع مواهب شابة في الكتابة والإخراج، ألم تقلقي من ذلك؟
في الحقيقة لم أقلق، لأن المخرج حسام الجوهري تربطني به علاقة صداقة قوية، ونحاول أن نعمل معاً منذ سنوات، ولم يتحقق ذلك للأسف، وكانت المشكلة الوحيدة إنتاجية، وكنت أتمنى أن يتم دعم الفيلم بشكل أكبر في هذه الناحية، حتى يستطيع الوصول الى أكبر شريحة من الجمهور العربي، لكن أؤكد أنني لو شاهدت فيلم «ليل داخلي» بعد عشر سنوات، سأكون فخورة جداً بأنني استطعت تقديم فيلم بهذا المستوى، لا سيما أنه أصبح موجوداً في مكتبة السينما المصرية الآن.

- ألا تهتمين بتحقيق إيرادات؟
هذا الأمر أصبح شائكاً للغاية، لأنه مرتبط بضمائر القائمين على الصناعة ودور العرض السينمائي ومصالح معينة وشللية وتسويق للعمل الفني، وهذه النقطة لها علاقة الى حد كبير بالمنتج والموزع أيضاً، وبالتالي أرى أن شباك التذاكر أمر ليس في أيدينا، لكن يكفينا شرفاً أننا قدمنا عملاً راقياً للجمهور، أنا ومجموعة العمل في الفيلم: المؤلف الشاب شريف عبدالهادي والمخرج حسام الجوهري وممثلون موجودون على الساحة الفنية، لكن لم يأخذوا هذه المساحة من الأدوار سابقاً مثلما تحقق لهم في «ليل داخلي»، والحمد لله كل من شاهد الفيلم أشاد به وبالمجهود الذي بُذل فيه، وقيل عنه إنه عمل فني جاد ومحترم.

- هل تحلمين بأن يشارك الفيلم في مهرجانات دولية خلال الفترة المقبلة؟
أتمنى ذلك، لكن أعتقد أنه قد يشارك في المهرجانات المصرية المحلية التي تقوم بالاحتفاء بالسينما المصرية، وأتصور أنه ستتم دعوة الفيلم للمشاركة في هذه المهرجانات خلال الفترة المقبلة، لأن المهرجانات الدولية تشترط على الفيلم المشارك ألا يتم طرحه للجمهور مسبقاً حتى.

- تولّيت مسؤولية مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى الفترة المقبلة، كيف ترين هذه التجربة الجديدة؟
مسؤولية كبيرة بالتأكيد، لكن هذا المهرجان يدعمه المهندس نجيب ساويرس وسميح ساويرس، والاثنان يمتلكان روحاً شابة ويقومان دائماً بتشجيع الشباب المصري لتحقيق طموحاتهم في الحياة، إضافة الى وزارة الثقافة في مصر، وكل الأعمدة الثقافية الأخرى والمشاركات الفريدة من جانب رجال الأعمال المصريين، وأرى أنه دور مهم لهم في مساندة البلاد في هذه الفترة الصعبة التي نعيشها اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، وفي رعاية هذا المهرجان في دورته الأولى، ومصر تستحق منهم ذلك.

- هل يمكن أن تصبح لمهرجان الجونة صفة رسمية ومهمة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعد سنوات؟
أتمنى أن يتحقق ذلك، لا سيما أن عمر مهرجان القاهرة السينمائي 40 عاماً، وأن يكون مهرجان الجونة بادرة ونواة حقيقية لافتتاح مهرجانات أخرى في محافظات مختلفة بمصر، بمعايير متطورة وتحاكي المهرجانات العالمية، فمهرجان القاهرة أصبح لديه من الخبرة والتواجد على الصعيد العالمي الكثير، من خلال تاريخه الطويل والأفلام السينمائية التي شاركت فيه، والضيوف الأجانب الذين حضروا إليه طيلة السنوات الماضية، نتمنى أن يحقق مهرجان الجونة السينمائي الفترة المقبلة نجاحاً كبيراً، وأن يكون مهرجاناً مصرياً مشرفاً لكل الفنانين المصريين، وتأتي إليه كل الأفلام السينمائية الجديدة التي تجذب كل صناع السينما العالمية ومبدعيها، لأنهم سيشاهدون أفلاماً جديدة للمرة الأولى ومهمة لصناعها، وفازت بجوائز مهمة مثل السعفة الذهبية وجوائز في مهرجانات كبرى.

- شاركت النجمة يسرا في اللجنة الاستشارية للمهرجان، كيف ترين ذلك؟
سعيدة بأنها شاركت في اللجنة الاستشارية الشرفية لمهرجان الجونة، ومعها تسعة أسماء مهمة أخرى، منهم المخرج يسري نصر الله والنجمة هند صبري وطاهر بن عمار ومخرجون ونجوم عالميون، وتم اختيار هذه الأسماء بعناية شديدة ولخبرتهم في المجال السينمائي لفترة طويلة، ولثقافتهم أيضاً، وتشارك أيضاً النجمة نيللي كريم كعضو في لجنة تحكيم المهرجان.

- ما سر الكيمياء بينك وبين النجمة نيللي كريم الى هذه الدرجة، بخاصة الفترة الأخيرة، بمشاركتك لها في مسلسلها الأخير «لأعلى سعر» وتهنئتها لك على فيلمك الجديد؟
أولاً، نيللي كريم نجمة مهمة جداً في الدراما المصرية، وأثبتت نجاحها ومكانتها القوية، بخاصة في السنوات الأخيرة، وأنا أراها مثلاً مهماً جداً لفنانات كثيرات، ويحتذى بها في اجتهادها ومجهودها الشاق الذي تبذله دائماً في أي عمل فني تقدمه، هي فنانة جادة وتعشق عملها كثيراً، إضافة إلى أنها دائماً في حالها وبعيدة عن أي أزمات مع أي شخص في الوسط الفني، هي مثل لنجمة مصرية بمواصفات عالمية نفتخر بها، وذلك مهم جداً في مصر، لأننا نحتاج الى هذه النوعية من النجمات بدرجة أكبر خلال الفترة المقبلة، سواء في الدراما أو السينما. وعلى المستوى الشخصي، تربطني علاقة صداقة قوية بها منذ سنوات، وشاركنا معاً في فيلم «678» وحقق نجاحاً عالمياً، ثم شاركتها في مسلسلها الأخير «لأعلى سعر» في رمضان الماضي، ونحرص دائماً على تهنئة بعضنا على أي عمل فني جديد نقوم به.

- في رأيك، ما سر الهجوم الشديد عليها الأيام الماضية بعد نشر صورة لها مرتدية المايوه؟
أرى أن هذا الهجوم جزء من ضريبة الشهرة والنجومية التي نحققها في مشوارنا الفني، سواء وافقنا على دفعها أم لم نوافق، ومع الأسف نحن نعيش في مجتمع يزن الأمور بميزانين مختلفين، في كثير من نواحي الحياة، فيمكن أن يهاجمنا الناس بسبب أمر شخصي معين ويتركوا الأشياء التي تؤذي الآخرين، ولا يقوموا بالتحدث عنها ويغمضوا أعينهم عنها بمحض إرادتهم، وأرى أن نيللي لم تقم بفعل غريب علينا، لأن معظم النساء على الشاطئ يرتدين المايوه، وهو اللباس المخصص للبحر المتعارف عليه من أيام أجدادنا جميعاً، وحتى لو تغيرت هذه المفاهيم في السنوات الأخيرة، نظراً الى دخول ثقافات غريبة على المجتمع المصري، فذلك لا يعنينا أبداً، ومن حق نيللي كريم أن ترتدي المايوه كيفما شاءت، ومن يريد ارتداء ملابس أخرى في هذه الأماكن فهو حر، لكن من دون أن يضايق غيره، وهذا ما يحدث في كل أنحاء العالم، الحرية للأشخاص في حياتهم، وهذه قناعتي الشخصية.

- ما هي رسالتك لهؤلاء الأشخاص الذين هاجموا نيللي كريم أخيراً؟
أقول لهم: «انظروا لصور جداتكم، وستجدونهن يرتدين المايوه على البحر وملابس قصيرة في محطات الترام والمواصلات المختلفة في ذلك الوقت»، وهذه كانت الثقافة السائدة في المجتمع المصري.

- كنت تنوين طرح ألبوم غنائي منذ فترة، ما سبب تأجيله حتى الآن؟
في الحقيقة، صرفت النظر وألغيت هذه الفكرة من بالي الآن، لكن قد أفكر الفترة المقبلة في تقديم ألبوم غنائي يحوي أغنياتي التي قدمتها خلال السنوات الماضية، منها: «مكانك» و«تبات ونبات»، وغيرهما من الأغنيات، لكني غير مؤهلة حالياً لطرح ألبوم بأغنيات جديدة متنوعة، لأنني أرى ذلك إهداراً للطاقات وخسارة كبيرة لأي منتج، لأنه لن يستطيع تعويض خسارته المادية بسبب قرصنة الإنترنت، كما أن الإمكانات الاقتصادية لم تعد مثل الماضي لجميع الناس في بلادنا، وأتصور أن الأغنيات السينغل أكثر واقعية الآن لأي فنان، لأنها تحقق نسبة استماع أكبر.

- ما الأغنيات التي أعجبتك أخيراً؟
أحببت كثيراً أغنية نجم الأغنية الشعبية أحمد شيبة «آه لو لعبت يا زهر»، لمستني فنياً وإحساساً، إضافة الى أغنية «الناس العزاز» للدكتور مدحت العدل، التي غنتها النجمة اللبنانية نوال الزغبي لتتر مسلسل «لأعلى سعر» الفترة السابقة. وأرى أن معظم الأغنيات التي أحببتها الفترة السابقة تميل الى طابع شعبي، وتعزف على مشاعر الناس، بخاصة تلك التي تلمس هموم الطبقة الفقيرة ومشاكلها، لأنها أكثر من يعاني الفترة الحالية اقتصادياً في بلادنا.

- ما أكثر أغنية لك حققت نجاحاً؟
«الست الشاطرة»، فقد أحبها كثيرون الحمد لله، لأنني غنيتها بلغة شعبية جديدة وستايل مختلف عني، وفيها تشجيع للمرأة المصرية.

- ألا تفكرين في تقديم أغنية بطابع شعبي في الفترة المقبلة؟
أعتقد أنه في أغنيتي «الست الشاطرة»، استطعت تقديم هذا اللون والطابع من الغناء الشعبي، إضافة إلى أنني قدمت هذا اللون في أغنيات الأفلام منذ سنوات، مثل أغنية «عزة» في فيلم «العيال هربت» مع النجم حمادة هلال، وغيرها من الأغنيات، لكن يجب أن أعرف طبيعة جمهوري الذي أقدم له الأغنيات حتى يصدقني، لأنني قد أغني لوناً معيناً ولا يحسه الجمهور مني، لأن شكلي أرستقراطي نوعاً ما، لكن يمكن أن أقدم هذا النمط من الغناء في التمثيل في شخصية معينة أقوم بتجسيدها، مثل شخصيتي في فيلم «678»، وليس شرطاً أن أقدم أغنية شعبية، لأن هناك آخرين قاموا بذلك، فلماذا لا أسعى الى تقديم شيء مختلف وجديد عني؟ إذ ليس مهماً أن نتزاحم في منطقة واحدة من الغناء، بل يمكن أن نقتحم نوعيات جديدة، وتكون لكل مطرب فينا بصمته الخاصة والمختلفة.

- تقومين أخيراً بنشاطات فنية كثيرة، بين الغناء والدراما والسينما وتولّي مهرجان فني كبير في الجونة للمرة الأولى، كيف تستطيعين فعل ذلك كله في فترة وجيزة؟
لا يمكن أن يفعل الإنسان كل شيء بمفرده أبداً، فلديَّ فريق عمل خاص بي، وأعتمد عليه كثيراً، وأوكل لأشخاص كثيرين بعض الأمور التي يقومون بها، سواء من يعمل معي أو بعض أصدقائي أيضاً، لأنهم يعلمون جيداً أنني أقوم بهذه الأمور من أجل خدمة مجتمعنا وشبابنا والسياحة المصرية وسمعتنا أمام العالم، إضافة الى الفن المصري والسينما، وأمور كثيرة أقوم ببذل جهد كبير في حياتي من أجلها، ولا أقوم بهذا الجهد من أجل الفوز بمجد شخصي، أو لأستفيد أنا فقط أبداً، على العكس قد أفعل أشياء كثيرة على حساب نفسي وصحتي وحياتي، من أجل تحقيق مصلحة عامة أكون سعيدة بها.

- ما سبب تأجيل مسلسل «الطوفان» الذي تشاركين فيه؟
لا أعلم السبب، لكن أعتقد أن شركة «فنون مصر» كانت تريد استكمال مسلسل «ظل الرئيس» الذي عرض رمضان الماضي، فاتخذت قراراً مفاجئاً بإيقاف «الطوفان» وتأجيله لفترة معينة، وأظن أن الأمر له علاقة باتفاقات مادية مع القنوات الفضائية، ولا يخص أي أمور فنية، وسيتم عرض المسلسل للجمهور الفترة المقبلة، وهو يتكون من أكثر من 30 حلقة، وسعيدة بدوري فيه، لأنه مختلف تماماً عن فيلم «الطوفان» الذي قدم في السينما المصرية، لذلك لن تحدث مقارنة بين الفيلم والمسلسل.

- أعلم عنك أنك من عشاق الهضبة عمرو دياب، هل استمعت الى ألبومه الجديد «معدي الناس»؟
استمعت الى أغنيتين منه في الحقيقة خلال الأيام الماضية، ولا تعليق على الهضبة أبداً، فهو ذاكرة جيلنا وذكرياتنا، فأنا أصغر من أن أتحدث عن عمرو دياب وعن مشواره الفني الطويل وتربّعه على القمة في الغناء لأكثر من 30 سنة في مصر والوطن العربي، وتجدده الدائم، وتركيزه بنسبة مئة في المئة في عمله الفني فقط، ولا يهتم بغير ذلك، وليست له أي علاقة بالنميمة، ولا يحدثنا إلا من خلال عمله الفني فقط، هو رمز فني كبير ونفتخر به كثيراً، وأعشق أغنياته وصوته جداً، وسيظل دائماً على قمة الغناء في مصر.

- من هم المطربون الذين تحبين سماعهم من أبناء جيلك؟
أحب سماع آمال ماهر وشيرين عبدالوهاب وأنغام، وأحب إحساس إليسا ونانسي عجرم.

- ماهي رسالتك لزوجك عمر رسلان؟                        
أقول له الحمد لله الذي أكرمني بك، لأنك رجل متفهم دائماً لطبيعة عملي، وطيب وكريم وتحب الناس.

- هل يفرض عليك شروطاً معينة في التمثيل؟
شكلي الفني واضح منذ بداياتي، وهو تزوجني كفنانة، ويعلم طبيعة أدواري، وأن هناك موضوعات تتطلب أحداثاً معينة لا بد من تنفيذها، كما لا نتناقش أنا وزوجي حول ملابس أو مشاهد أدواري، فهو مهندس بترول متابع للفن فقط، لكنه لا يتدخل في عملي، وهذا اتفاق بيني وبينه قبل الزواج.

- ما هي الحكمة التي تؤمن بها بشرى وتتّبعها في حياتها؟
«اتقِ شر من أحسنت إليه» و«من خاف نجا».

- هل صحيح أنك تخشين الحسد؟
بالفعل، فقد تعرضت لأكثر من وعكة صحية الفترة الماضية ألزمتني البقاء في منزلي لفترة، والبعد عن نشاطي الفني، إضافة إلى أنني دائماً ما أنشر صوراً على صفحاتي الشخصية على فايسبوك وإنستغرام، ليعرف الجميع أخباري الفنية الجديدة، ويحدث تواصل بيني وبينهم باستمرار، وذلك سلاح ذو حدين، وقد يصيبني بالعين أيضاً.

- ما الأماكن التي تفضّلين السفر إليها؟
أعشق الجونة وشرم الشيخ، وخارج مصر أحب لبنان كثيراً.


«شوف بقلبك»

- قدمت منذ فترة أغنية مؤثرة إنسانياً بعنوان «شوف بقلبك» مع نجوم كثيرين، مثل آسر ياسين وإنجي المقدم وغيرهما، ما هو إحساسك بهذا العمل؟
أغنية «شوف بقلبك مش بعينيك»، كانت مقدمة خصيصاً لضحايا مستشفى الحروق بمصر، بخاصة الأطفال، وكلنا كنجوم ساهمنا فيها من دون أن نتقاضى أي أجر مادي، لإيماننا بأهمية ما نقدمه من خلال هذا العمل إنسانياً، وموسيقاها كانت رائعة وجديدة، والأغنية فيها رسالة مهمة جداً، وهي أننا أصبحنا نرى بأعيننا فقط، وليس بقلوبنا، لذلك لمست الأغنية أشخاصاً كثيرين، وأنا منهم، وفخورة بها في مسيرتي الفنية.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080