مزج الكلاسيكي بالكاجوال فن تتقنه AAVVA
تشكل الهندسة المعمارية القاعدة الأساسية لمصمّمَي الأزياء، اللبناني أحمد عمار، والبرازيلي فينسينزو فيسجليا في توقيعهما لخط الموضة الذي يرسمانه، وتعتبر إمارة دبي مصدر الإلهام الذي ساهم في إصدار مجموعاتهما منذ انطلاقتهما في العام 2011. أسس الثنائي البرازيلي- اللبناني علامته وأطلق عليها اسم AAVVA، واتخذت هذه العلامة من السوق الاماراتية مساحةً لها، وبعدما شاركت تصاميم هذا الثنائي أخيراً في مهرجان الأزياء العالمي في روما، يسعى قطباه للمشاركة في أسبوع الموضة في باريس. المصمّمان أحمد عمار وفينسينزو فيسجليا في هذا الحوار.
شارك-أحمد أنت لبناني، ما الذي أخذته من الثقافة العربية واللبنانية خصوصاً، وترجمته في تصاميمك؟
أحمد: في ما يتعلق بالثقافة اللبنانية، نحن متأثرون دائماً بالهندسة المعمارية في لبنان، خصوصاً مدينتي بيروت وصيدا اللتين تم بناؤهما على الطراز الإيطالي. كما نستلهم من المنازل القديمة التي تعتبر الآن بمثابة آثار تاريخية تفخر بها شوارع لبنان، ولطالما كان عملنا ينبع من مصدر معين.
فينسينزو: لدينا مجموعة مميزة قمنا بتصميمها وهي مستوحاه من المطبخ اللبناني الشهير! استخدمنا أخيراً أسماء الأطباق الشهيرة بأسلوب أنيق وعصري في مجموعة street wear.
-ثمة تناقض في بعض التصاميم إذ بينها ما يجمع توب كاجوال بتنورة كلاسيك، هل هذا المزج يميّزكما؟ ومتى لا يحق لنا أن نجمع الكلاسيكي مع الكاجوال؟
أحمد: بالتأكيد هو شيء مميز وجديد حتى في عالم الموضة والأزياء، ونحن بذلك نتقصد ابتكار تصميم يناسب المرأة العصرية التي تهوى التنويع في إطلالتها. التنويع دائماً مرغوب، ومزج الكلاسيكي بالكاجوال هو بمثابة فن تتقنه AAVVA، لأننا وبكل بساطة لا نحب تقديم شكل أو تصميم يناسب امرأة معينة أو شخصية محددة، بل نفكر في الجمع بين أكثر من أسلوب ليناسب الجميع وترضي كل الأذواق.
-ما الذي يميز AAVVA؟
أحمد: يميزها المزيج الثقافي الذي نمتلكه وكيفية دمجه وترجمته الى تصاميم عصرية تناسب الجميع.
-هل بتنا في عصر فقدت فيه القطعة خصوصيتها من ناحية الكلاسيكية أو الكاجوال؟
أحمد: لا، بل على العكس تماماً، فما زلنا نحافظ على التصميم الكلاسيكي حتى يومنا هذا، وهو متوافر في جميع مجموعاتنا، ومرغوب من النساء ويطلبنه بكثرة لأنه الخيار الأنسب والأمثل إذ يليق بحفلاتهن ومناسباتهن الخاصة... ودمج الكلاسيك بالكاجوال لا يعني أن تفقد القطعة خصوصيتها، بل على العكس تماماً فهو مزيج نبتكره لطرح كل جديد يلائم المرأة العصرية التي ترغب في إطلالة كاجوال مريحة بقالب كلاسيكي. وفي النهاية، نحن نوفر خيارات عدة، فهناك قطع كاجوال وأخرى كلاسيكية، بالإضافة إلى قطع تجمع بين هذين الخطّين وترضي ذوق كل امرأة ترغب في الظهور بإطلالة مميزة.
-ما العوامل المشتركة بين كل من الموضة اللبنانية والبرازيلية؟
أحمد: الفن هو العامل المشترك بين هاتين الموضتين... والتجديد والجرأة. أشعر بأن هناك تشابهاً كبيراً بين المرأة اللبنانية والبرازيلية، فكلتاهما نشطة جداً اجتماعياً، في السينما والأدب والرياضة والسياسة. المرأة اللبنانية تحب الاستقلالية والتعبير عن نفسها في كل ما تحب وتهوى، وخصوصاً في ما يتعلق بالموضة، وهذا ينطبق أيضاً على المرأة البرازيلية.
فينسينزو: صحيح! المرأة، سواء كانت برازيلية أو لبنانية، تهوى الحرية والجرأة والحصول على إطلالة تمثّلها وتعكس شخصيتها ومدى حبّها للحياة ومواكبتها للموضة... ففي لبنان نجد المرأة التي تفضّل نوعاً معيناً من الأزياء وتحافظ على التقاليد من خلاله، وكذلك المرأة البرازيلية، في حين تختار نساء أخريات ما يشبه شخصياتهن ويرضي أذواقهن ويعزز جرأتهن.
-ما هي المجموعة التي ترجمت فعلاً الثقافتين اللبنانية-العربية والبرازيلية؟
أحمد: أعتقد أن أحدث مجموعاتنا لخريف وشتاء 2017، قد ترجمت بالفعل هاتين الثقافتين، بحيث إنها تكمل القالب الأنثوي من خلال تصاميمها التي تميزت بأكمام «أجراس» عريضة والتي شوهدت وراجت في كلٍ من لبنان والبرازيل على مدى سنوات عدة، بالإضافة إلى تناغمها مع التفاصيل والأحجار وحبّات الكريستال البرّاقة التي رُصّعت بها القطع فزادتها جمالاً، كذلك جمعت هذه المجموعة بين عناصر الفن والهندسة المعمارية والتراث الغني بالتفاصيل والأنثوية الراقية.
-ما هي المجموعة الأقرب الى كل واحد منكما؟
أحمد: بالنسبة إليّ، كل مجموعاتنا مميزة، بحيث عملتُ وزميلي عليها بكل شغف، وأمضينا ساعات وأياماً في العمل المتواصل لنخرج بشيء يشبهنا ويميزنا ويرضي جميع الأذواق... ولكن لو أحببنا أن نحدد أكثرها تميزاً فنذكر مجموعة Flower of life.
فينسينزو: أنا أوافق أحمد الرأي، فهذه المجموعة بالذات لا تزال تلقى طلباً حتى الآن وقد بيعت آخر قطعة منها.. وفي النهاية نحن نعمل بكل جد على كل مجموعاتنا لتكون بالمستوى نفسه الذي يجمع العصرية والرقي والفخامة مع إضافة العنصر الجديد في كل منها.
-هل ثمة مبادئ معينة في تصاميمكما لا تستغنيان عنها؟
أحمد: بالتأكيد، دائماً ما تجدين تصاميم AAVVA يغلب عليها الطابع المعماري والفني في الجمع بين الهندسة المعمارية والتي تعدّ مدينة دبي الرائعة مصدر إلهامنا من خلال أبنيتها وأبراجها التي تترجم حضارتها، والقصّات العصرية والتماثل والتكامل في الألوان بدرجاتها المختلفة، ونحب كذلك استخدام الألوان المتناقضة، فهي تشكّل دائماً إضافة رائعة الى كل مجموعة.
-ما هي الألوان الرائجة لمجموعة خريف وشتاء 2017-2018؟
أحمد: بالنسبة إليّ، سيلاحظ الجميع أننا نستخدم الألوان الأكثر ملاءمة للجو والمكان وحتى للمرأة، فتجدين اللونين الأبيض والأسود بكثرة، بالإضافة إلى لوني النيود والبيج... ولا تخلو تصاميمنا من أحجار السواروفسكي، فهي تضيف لوناً غريباً وتعكس بريقاً يزيد القطعة جمالاً ويمنحها طابعاً خاصاً.
فينسينزو: بالفعل، هناك ألوان تليق بكل المواسم وهي التي نحرص على استخدامها، كذلك أرى أن أنواع القماش تلعب دوراً مهماً في مدى ملاءمتها للموسم الشتوي فتكون أكثر سماكةً، وسهلة في الارتداء كالمخمل، بالإضافة إلى استخدام أقمشة بطبعات ذاتية وألوان متناسقة رغم تناقضها، وأعتقد أن هذا التناقض يجعل القطع أكثر تناغماً وثراءً، وبالتالي يحافظ على القالب الخاص بها.
-ما أهمية الأكسسوارات في إطلالات المرأة؟ وهل كل قطعة بحاجة إلى أكسسوارات؟
أحمد: استخدام الأكسسوارات والمجوهرات هو لتحديد نوع الشخصية وتميزها، فبعض النساء لا تستهويهن الأكسسوارات أبداً ولا يرغبن في الظهور بفستان أو قطعة معينة... وفستان مرصّع بالمجوهرات والأكسسوارات قد يفقد جماليته إذا ارتدته امرأة ما، في حين يبدو على امرأة أخرى بمثابة قطعة ساحرة تخطف الأنظار. لذا، لا يُشترط أن تزيّن الأكسسوارات كل القطع، لأنها ليست مرغوبة من جميع النساء والفتيات ولها مناسباتها وأوقاتها الخاصة... وفي النهاية، تبقى الأكسسوارات إضافات تزيد القطعة أنوثة وجمالاً.
-لماذا اخترتما فريدا كاهلو لإطلاق مجموعة باسمها؟
أحمد: بالتأكيد هناك نساء كثيرات ملهمات في التاريخ، ولكننا فضّلنا Frida بعدما أُعجبنا بالفن التي كانت تتقنه وتترجم معاناتها وآلامها من خلاله، كما أن كل خطوة نتخذها في AAVVA نابعة من إيماننا وتقديرنا لفن العمارة والإبداع، وتاريخ هذه الشخصية كان كفيلاً بمنحنا القوة والوحي لنصمم شيئاً مختلفاً يترك صداه في عالم الموضة والأزياء ويكون مستوحىً من الطابع المكسيكي.
-من هي الشخصية التي ستختارانها لمجموعتكما المقبلة؟
أحمد: نفضل أن نبقيها مفاجأة! ولكن بالتأكيد ستكون امرأة ذات شخصية قوية ولإسمها صدى، وهناك الكثير من النساء الملهمات ولديهن قصص أكثر من رائعة تخوّلنا أن نجعلها عنواناً لمجموعتنا المقبلة.
-كان لكما مجموعة تضم قفطانات ولكنها غريبة نوعاً ما عن القفطان المغربي الذي اعتدنا عليه، كيف تحافظان على خصوصية وتقاليد بلد ما من خلال التصاميم المتجددة؟
أحمد: صمّمنا مجموعة من الفساتين أو القطع التي تشبه العباءة نوعاً ما، لكن بشكل مغاير ولمسة عصرية لتلائم إطلالات الكثيرات في المناسبات والأعياد. وكما ذكرنا سابقاً، فإن AAVVA تقدم كل ما هو عصري ويلائم جميع الأذواق ويراعي التقاليد، مع الحفاظ على اللمسة الأنثوية في كل قطعة.
-أي نوع قماش تستبعدونه من مجموعاتكما؟ وما هو الأساس فيها؟
أحمد: نعتمد في مجموعتنا أقمشة التول والنيوبرين والساتان... في الحقيقة، لا نستبعد أي نوع، ذلك أننا نهوى التجديد ونعتني بأدق التفاصيل بدءاً بنوع القماش وصولاً الى آخر قطعة نضيفها الى كل تصميم.
-شاركتما أخيراً ضمن فعاليات مهرجان الأزياء العالمي في روما، كيف كانت التجربة الأولى؟ وما هي المجموعة التي عرضتماها؟
أحمد: بصراحة، كانت تجربة أكثر من رائعة وأول عمل عالمي نقوم به لكنه لن يكون الأخير، وكان بمثابة نقلة نوعية لنا من حيث المكان والحضور، ونحن نعمل حالياً على المشاركة في أسبوع الموضة في باريس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024