فايا يونان: ما زلت أحلم بالغناء في حلب
فايا يونان فنانة سورية شابة، عرفها الجمهور من خلال أغنية على يوتيوب بعنوان «لبلادي»، وبعدها انطلقت في عالم الغناء، واستطاعت خلال ثلاثة أعوام أن تحقق نجاحاً وشهرة في الوطن العربي، فهي أول مطربة يمولها جمهورها لكي تطرح أولى أغنياتها.
ورغم أنها هاجرت مع أسرتها إلى السويد منذ عام 2003، ودرست هناك العلوم الاجتماعية، لكنها لا تزال تحن الى وطنها وتحلم بالغناء في حلب.
فايا تتحدث عن ألبومها الغنائي الجديد «بيناتنا في بحر»، وتجربة الإنتاج لنفسها، وأفضل الأصوات الغنائية التي تحب الاستماع إليها، ولقب «فيروز العرب الجديدة» الذي أطلقه عليها الجمهور، وموقفها من الحب والزواج في هذا الحوار.
- ما الذي يميّز ألبومك الغنائي الأخير «بيناتنا في بحر»؟
هو من إنتاجي، فالأمر كان تحدياً كبيراً بالنسبة إلي، وكانت مغامرة، ومع ذلك قررت أن أخوضها، ومعي مدير أعمالي حسام عبدالخالق والموزع الموسيقي ريان الهبر.
تحدّينا كل الصعاب، لأننا نؤمن بأننا نعيش في عالم حر، أشخاصه قادرون على أن يساعدونا على النجاح، وأن يطلبوا الفن الهادف حتى يستمعوا إليه، وهو الأمر الذي شجعنا وجعلنا نقدم موسيقى حرة تشبهنا وتشبه ما تربينا عليه، وقمنا بذلك كله من دون أي إنتاج ضخم أو سخي، فكل ما فعلناه هو أننا قدمنا أنفسنا بأقل التكاليف.
- ألم تخشي من فكرة الخسارة المادية في تجربة الإنتاج الذاتي؟
كيف أخسر وسبب نجاحي الجمهور؟ منذ سنوات، لم تكن هناك شخصية غنائية معروفة تدعى فايا يونان، وحينما بدأت أظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دشّن جمهوري حملة من أجل انطلاقي وتمويل أولى أغنياتي لكي تظهر على الساحة، ونجحت الحملة بفضل جمهوري، وطرحت أولى أغنياتي «أحب يديك»، التي حققت صدى كبيراً في الدول العربية كافة، ومنها انتشرت عالمياً، فأنا لا أخشى أبداً على مستقبلي الفني، ما دام هناك جمهور يحبني ويدعمني في كل حفلاتي، وأعتقد أن الحفلات الأخيرة، وبالتحديد التي أحييتها في مصر، كانت خير شاهد على جمهوري، فكان مصرياً وسورياً ولبنانياً وفلسطينياً.
- ما الصعوبات التي واجهتك خلال الإنتاج الذاتي؟
هناك صعوبات كثيرة، ولم نكن قادرين على تجاوزها خلال الفترة الأولى، لكن أيضاً هناك إيجابيات ومميزات عدة، أبرزها أن الإنتاج الذاتي يجعل الفنان يختار أغنياته بنفسه من دون أي تدخّل من أي شخص، كما يضع الأغنيات التي يكون مقتنعاً بها هو فقط، ويتأنى في اختياراته، فيما لو كانت هناك شركة إنتاج ربما ستجعل الفنان يتسرع في اختياراته.
- كيف كانت تحضيرات ألبومك الجديد وكواليسه؟
قرابة العشرة أشهر استغرقتها في العمل على أغنيات الألبوم، حيث عقدت جلسات عمل مطوّلة مع مدير الإنتاج حسام عبدالخالق والموزع ريان الهبر، إضافة إلى الشاعر فهدي منصور، ومنها انطلقنا في اختيار أغنيات الألبوم، وفضلنا أن يكون متنوعاً من الأشكال والألوان كافة، ولا يتضمن فقط الأغاني العاطفية أو الوطنية، بل أحببنا أن نقدم الأغنية التراثية، وكل أشكال الموسيقى التي تحقق رواجاً في الشارع العربي، سواء لدى الرجال والسيدات أو لدى الشباب، فأنا أحب أن أغني لكل الناس.
- لماذا فضلت طرح أغنيات الألبوم كلاً منها على حدة قبل طرحه كاملاً؟
فكرة طرح أغنيات الألبوم سينغل، ثم تجميعها في ألبوم واحد، هي فكرة جماعية مع فريق عملي، فرغم أنني من محبي فكرة طرح الألبوم مرة واحدة لكي يكون مفاجأة للجميع، إلا أن فريقي رأى أنه من الأفضل طرح كل أغنية على حدة، لكي تأخذ حقها في الاستماع والمشاهدة، لأننا تعبنا كثيراً على كل أغنية، فربما الأغنية التي يستمع إليها الجمهور في أربع دقائق، نظل نعمل عليها لأكثر من شهرين، لذلك فضلنا أن نعطي كل أغنية حقها في الاستماع لمدة أسبوع، وفي النهاية بعد أن حققت الأغنيات نجاحها، قمنا بتجميعها كلها في ألبوم واحد، وتم طرحه في عدد من الدول العربية.
- لماذا لم يطرح الألبوم حتى الآن في مصر؟
الألبوم طرح في معظم البلدان العربية، وبما أنه إنتاج شخصي، نواجه بعض متاعب في حل مشاكل التوزيع، لكنه متوافر الآن في مصر في المتاجر الإلكترونية كافة، كما أن الأغنيات استمع إليها وحفظها جمهوري عن ظهر قلب، وفي حفلتي الأخيرة بالقاهرة بقاعة المؤتمرات، كان الجمهور يردد الأغنيات الجديدة فور سماعه الموسيقى، فجمهوري المصري هو من أشد معجبيَّ، ودائماً أنا على تواصل معه.
- ماذا تمثل لك سورية؟
سورية هي موطني وبلدي الرئيسي، ربما عشت سنوات عمري في السويد، لكن عائلتي وأساسي وجذوري ولغتي وتاريخي وكل ما في حياتي هو سوري، فهي أساس تكوين فايا يونان، وهي المكان الذي نشأت فيه ومشيت على أرضه مشيتي الأولى، وهي المكان الذي رأيت فيه شروق الشمس، وتعلمت فيه كل مقومات الحياة، من ضحك وكتابة وقراءة ورقص وغناء، وهناك بكيت وفرحت وغنيت، فسورية تعني حياتي.
- هل ما زلت تحلمين بالغناء في مدينة حلب؟
بالتأكيد، وسأحقق حلمي في يوم من الأيام وسأغني فيها.
- ما تعليقك على وصفك بالفنانة الملتزمة؟
لا أفهم ما معنى الفنانة الملتزمة، لكني أحب أن يطلق هذا الوصف على الفنانة التي تقدم فناً هادفاً، لكوني من محبي الفن الهادف، الذي يقدم قضية، سواء كانت وطنية أو عاطفية أو شخصية، فأنا أحب
أن ألمس جراح الناس وأتكلم عن مشاكلهم، سواء كانت تتعلق بالعنصرية والفقر أو الصحة أو مكانة المرأة ومقارنتها بالرجل، ومن يتتبع أغنياتي سيجد أنني حاولت بشتى الطرق أن أناقش قضايا عدة في أغنياتي، وربما لكوني سورية أحببت أن أضع سورية في المقام الأول.
- ما الأغنية التي ترين أنها صاحبة الفضل في معرفة الجمهور بفايا يونان؟
بالتأكيد أغنية «لبلادي»، التي قدمتها مع شقيقتي ريحانا، حيث أنها ما زالت تعد حتى الآن أشهر أغنياتي، وما زالت تُطلب مني في كل حفلاتي، فنجاح الأغنية يعود إلى الفيديو كليب الذي ظهرت فيه، فوقتها كان هدفي فقط نشر الأغنية، ولم أكن أنتظر من ورائه النجاح أو الانتشار، لكن الفيديو حقق نجاحاً لم يكن يتخيله أحد، ربما لأن الأغنية كانت مخصصة لبلدي سورية، والغناء الوطني يحمل الفرد مسؤولية كبيرة، لكن نجاح العمل أعطاني دفعة قوية وجعلني أغير من تفكيري كثيراً، وبدأت في رسم خريطة جديدة لي في عالم الغناء.
- هل تحقق حفلاتك الغنائية في سورية النجاح نفسه الذي تحققه في مصر؟
حفلاتي ما زالت تحقق نجاحاً كبيراً في كل الأماكن التي أذهب إليها، وأعتقد أن مقولة أن في الحرب يلجأ الناس الى الغناء أكثر، حقيقة، فالسوريون بشر مثل كل البشر، يحلمون ويتمنون السلام والهدوء، واليوم يعزف الناس والأطفال وينشدون الأغنيات في الشوارع، ولا توجد حالة حزن أو بكاء، وهناك من يقاوم خلال الأيام الحالية، وبالفعل قمنا بعمل حفلتين بدلاً من واحدة فقط خلال جولتي الأخيرة هناك، لأن الموسيقى تعطي أمل الحياة، ومن يكره الموسيقى لا يعيش، هناك ألم بالطبع، لكن لا بد من وجود الأمل أيضاً.
- من هم المطربون الذين ترين فيهم مثلك الأعلى في عالم الغناء؟
الوطن العربي مليء بالأسماء العظيمة والرنانة، التي لا بد أن ننحني لهم كلما استمعنا الى أغنياتهم، أبرزهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم وفيروز وصباح فخري وسيد درويش وفريد الأطرش وأسمهان، فأنا أرى أن كل هؤلاء قدوة لي.
- ما رأيك في لقب «فيروز الجديدة» الذي منحه لك البعض أخيراً ؟
لا بد أن أشكر من أطلق عليَّ هذا اللقب، لكن ليست هناك مقارنة ولا يمكن أن تكون هناك مقارنة بيني وبين فيروز، لأن العالم لا يتحمل إلا فيروزاً واحدة، وهي فنانة وأيقونة غنائية لا ولن تتكرر، أشكر كل من يشبّه خامة صوتي بصوتها، لكن الخامة لا تعني أنني أشبهها، وربما حدث هذا الأمر بسبب كوني من عشاقها وأحب دائماً أن أغني أغنياتها في حفلاتي، لذلك قام البعض بالربط بيني وبينها، كما أن السوريين معروف عنهم أنهم لا يستطيعون أن يشربوا القهوة في الصباح الباكر من دون أن يستمعوا الى صوت فيروز.
- ما الأصوات المصرية التي تحبين الاستماع إليها؟
هناك أصوات كثيرة أحب الاستماع إليها، مثل شيرين عبد الوهاب وأيضاً آمال ماهر.
- وماذا عن النجوم الرجال؟
أفضل صوت كاظم الساهر ومحمد منير، لكن عليَّ أن أعترف بأن وطننا مليء بالأصوات الرائعة.
- لو كانت هناك أغنية وعليك أن تختاري أحداً ليقدمها معك، فمن ستختارين؟
لا أعرف، لكن الأغنية وشكلها وموسيقاها هي التي ستحدد الصوت الذي سيرافقني خلالها. أرى دائماً أن هذا السؤال صعب للغاية، لذلك لم أقدم حتى الآن أغنيات مشتركة سوى مع شقيقتي، وربما تشهد الفترة المقبلة أعمالاً مشتركة مع مطربين آخرين.
- هل تضعين التمثيل في مشروعاتك الفنية المقبلة؟
لا بد أن أكون دارسة تماماً موقفي الفني، أنا أولاً مطربة والجمهور يعرف فايا يونان المطربة، التي بدأت من الصفر بفضلهم، لذلك كل تركيزي في الوقت الحالي منصب على كيفية النجاح كمطربة وشق الطريق الى العالمية، التمثيل خطوة في جدولي، لكن ما زال عليه الكثير، ولو فكرت في خوض ذلك المجال ربما أحبذ أن أخوضه على مسرح غنائي.
- أين الحب والزواج فى حياة فايا يونان؟
أرى أن هذا الموضوع شخصي، فالحب والزواج من الموضوعات الشخصية، والتي يحق لي ألا أتحدث فيها، فأنا أحب التكلم مع جمهوري في الغناء والوطن.
- ما علاقتك بالسوشال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي؟
كل شيء يتعلق بجمهوري أهتم به كثيراً، فأنا أتواصل دائماً معه على المواقع كافة، سواء فايسبوك أو تويتر أو إنستغرام، كما اعتدت منذ سنوات، على أن أقيم بثاً مباشر عبر مواقع التواصل لكي أرد على أسئلته وأغني له بطريقة «اللايف».
- ما هي أبرز هواياتك؟
أحب الرياضة والسفر، إضافة الى الغناء الذي أهواه منذ نعومة أظافري.
- ما أكثر البلدان التي تحبين الغناء فيها؟
مصر وسوريا ولبنان وتونس والبحرين. أحب دول الوطن العربي كافة، وأتمنى أن أقيم حفلات في جميع مدنها، وأن يصل صوتي إلى الجميع من دون استثناء.
«فايا»
- ما زال البعض يستفسر عن معنى اسمك، فماذا يعني «فايا»؟
كلما تعرفت على شخص، لا بد أن يسألني عن اسمي، هذه مشكلة أبي، فهو الذي أطلق عليَّ اسم فايا، وبعد سنوات طويلة علمت أن فايا هو اسم باللغة السريانية، ويعني الفتاة الجميلة، فايا مشتقة من كلمة فايوتا، وتعني في تلك اللغة الجمال، وللعلم لست أنا الوحيدة التي تحمل هذا الاسم، فهناك المئات فى الوطن العربي يحملن هذا الاسم، وأنا سعيدة للغاية به، ولا شك أنه ساهم كثيراً في انتشاري، فالاسم الغريب يعلق دائماً في عقل المستمع، لذلك لا بد أن أشكر أسرتي على هذا الاسم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024