ميريام فارس: حياتي الخاصة ليست وسيلة للبروباغندا
تملك المسرح وتجمع الوطن العربي بفنها، وفي كلّ مرّةٍ تطلّ علينا، ننتظر جديدها سواء في الصورة، الأغنية وحتى اللوك. هي حتماً إحدى نجمات الوطن العربي، اللواتي لو غبن عن الساحة الفنّية، يبقى للحديث عنهنّ متعةً وفيه شغفٌ لمعرفة الجديد. ميريام فارس، يظنّ البعضُ أنّها في يومياتها بعيدةٌ عن الناس، أو أنّها تحاول إخفاء تفاصيلها عنهم، ولكنّها في الحقيقة، كما تعترف لـ«لها» في حوارٍ من القلب، تعيش حياتها بصورةٍ طبيعيّة مع زوجها. تعترف أنّ الأمومة أحدثت تغييراً كبيراً في حياتها وجعلتها تعيد حساباتها على صُعُدٍ عدّة. عن الزواج، الأمومة وما بعدها، الفن، السوشيال ميديا والتمثيل تتحدّث كاشفةً في الأسطر الآتية الكثير من المفاجآت.
- أخبريني بدايةً كيف كانت إجازتكِ الصيفية مع زوجكِ وابنكِ؟
سأكون صريحةً معك، قبل الزواج وإنجاب جايدن، لم تكن الإجازة الطويلة لتعني لي. كنتُ قد اعتدتُ على أخذ إجازات قصيرة الأمد خلال السنة، ولكنّني الآن أصبحتُ أنتظر بفارغ الصبر فصل الصيف لأعلّق نشاطاتي الفنّية وأسافر مع داني وجايدن. ولا أخفي عليك أنّها من أجمل الإجازات، لأنّ ابني موجود معي.
- إذاً، لإجازتكِ هذا العام طعم مختلف...
بالتأكيد سيّما وأنّني طوال السنة، أشعر بأنّني في سباق مع الوقت، فأنا دائماً على عجلة من أمري، أريد إنجاز كل أعمالي ومشاريعي والتنسيق ما بين حياتي الأسرية والعملية، لا سيّما أنّني أفضّل القيام بكلّ شيء بنفسي في ما يتعلّق بتربية ابني وروتين الحياة اليومية مع إبني.
- ما هي فوائد إجازة مماثلة للأم الفنانة؟
هذه الإجازة من شأنها أن تنظّم حياتي، كما أنّني خلالها أُعاود تأهيل أسلوب حياتي وتفكيري، وأُعيد النظر في حساباتي، فعندما ترى الأمور عن بُعد، تكتشف وضوحها بنفسكَ وتراها بصورةٍ أفضل. كما أنّني في هذه الفترة من السنة أرتاح لأخرج بخطط ومشاريع فنية جديدة.
- خلال الإجازة لا تنشرين الكثير من الصور...
هذه إجازة في نهاية المطاف، جمهوري ومتابعيّ باتوا يعرفونني جيداً ويدركون أسلوب حياتي، فأنا لا أتكئ على حياتي الخاصة بهدف البروباغندا وحتى تتحدّث عني الصحافة... كلّ ما أعتمد عليه هو عملي.
- ولكن رغم ذلك، وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجكِ، لا يزال الناس يسألون عن هوية زوجكِ وصوره، كيف تصفين ذلك؟
أنا وداني لا نعيش في الخفاء، نخرج معاً كعائلة إلى الأماكن العامة، ولكن لسنا لنعرض تفاصيل حياتنا على السوشيال ميديا. نعيش حياتنا بصورة طبيعية كأي ثنائي غير مشهور.
- داني وجايدن حضرا جلسة التصوير التي خضعتِ لها مع المجلّة، هل تعيشين الأمومة بأبعادها كاملةً؟
قلتُ لكَ إننا نعيش حياة طبيعية كأي ثنائي، وأؤكد لكّ أنّني أحاول جاهدةً أن أعيش الأمومة كما يجب. وفي اليوم الذي صوّرنا فيه، كنتُ قد خرجتُ باكراً من المنزل ولم أرَ ابني، وصودف وجود داني في بيروت، لذا التقينا في الاستوديو وأحضر جايدن معه، فاطمأننتُ إليه واستمددتُ منه طاقتي اللازمة، وذهبا... وعندما انتهيتُ من جلسة التصوير التقيتُ بهما مجدداً. جايدن بمثابة الأوكسيجين الذي أتنفسه.
- عندما تخرجين مع داني تحرصين على عدم وجود كاميرات ومصوّرين في المحيط، أم أنّ الناس «بيخافوا منّك» فيمتنعون عن التصوير؟
بكلّ بساطة، حين نعلم أن هناك مكاناً فيه تصوير وزحمة كاميرات، لا نتواجد معاً أو لا نذهب في الأساس. ولكنني سعيدة بأنّ هناك حوالى 80 في المئة من الناس الذين نصادفهم محترمون جدّاً ويقدّرون رغبة داني في عدم الظهور. وعندما نكون في الأماكن العامة يهرعون لإلقاء التحية عليّ، حتى أنّ داني يصوّرني معهم، ونضحك سوياً وهم على يقين وإحترام لفكرة أنّه لا يحبّ الظهور. وفي حال كان هناك بعض الأشخاص الوقحين، فيجب التعامل معهم بالأسلوب نفسه، وقد نكون أكثر وقاحةً وحزماً منهم، ولكن ما لمسته اليوم هو أنّ الناس يحترمون وجهة نظري.
- كيف تلخصين حياتكِ بعد الأمومة؟ إلى أي حدّ تغيّرت؟!
الأمومة تغيّر كثيراً في نمط حياة المرأة، وقد انقلبت حياتي رأساً على عقب بعد ولادة ابني، وصرت أعيش حياةً مختلفة. وهذا لا ينطبق فقط على الفنانة- الأم، بل على أي أم أخرى، ولي صديقات كثيرات عشن التجربة نفسها، فحالنا مشتركة ونسعى للتوفيق بين حياتنا المهنية والعائلية.
- هل تتمنّين خوض تجربة الأمومة من جديد؟
لمَ لا؟ تعرف تماماً كيف تتحمّس العائلة لتراني حاملاً من جديد، فالجميع يريد شقيقاً أو شقيقة لجايدن.
- وأنتِ، هل تتمنّين أختاً أم أخاً لجايدن؟
كما يريد الله...
- أصدرتِ «شوف حالك عليي»، لماذا في هذا التوقيت، ولمَ لم تصدري ألبوماً كاملاً؟
الألبوم يتطلّب تحضيره وقتاً طويلاً، ومعروفٌ عنّي أنّني أتأنّى في اختياراتي، ولا أشتري وأسجّل الأغنيات لاستكمال عدد أغنيات الألبوم، بل إنّ كل أغنية تتطلّب بحثاً وتفكيراً وتدقيقاً، ويتمّ توزيعها مراراً. فبالنسبة إليّ، الألبوم بمثابة ورشة عمل. «شوف حالك عليي» سحبتها من الألبوم، لأنّني لا أريد أن أخلف بوعدي للجمهور بطرح أغنية جديدة، وحتى عندما أبصرتْ النور لم أكن في بيروت، ولكن حين أحييتُ حفلي في الفرزل، لمستُ مدى نجاحها وحبّ الناس لها.
- هذه الأغنية شفت غليل اللبنانيين من الانتظار...
شفت غليلهم من الانتظار، لأنّهم يطالبونني بالتواجد في المهرجانات اللبنانية، ولكن كما سبق وتحدّثنا أنّه خلال هذه الفترة أكون متواجدة خارج لبنان مع عائلتي، هناك عتب كبير عليّ. لذلك قرّرتُ أن أحيي كلّ سنة مهرجاناً غنائياً في لبنان يعود ريعه لجهةٍ سامية، ولا أريد أن أتقاضى أجراً عنه. أريد فقط أن يفرح الناس ويُشاهدوني ونعيش أجواء ممتعة على المسرح، وتكون أسعار البطاقات معقولة، ليتمكّن جميع اللبنانيين من مختلف الطبقات الإجتماعية الإستمتاع بهذا المهرجان.
- وكيف هي أصداء القرار حتى الآن؟
على الصعيد الشخصي، سعيدة جدّاً بالقرار، وليس هناك عتب من أبناء بلدي عليّ من الآن وصاعداً، فبات هناك موعداً ثابتاً لي مع جمهوري في لبنان.
- تستطيعين الفصل بين كونك فنانة وامرأة في الإجازة؟
عندما أبتعد عن المسرح والعمل، أكون امرأة عادية، وأعيش حياتي بشكل طبيعي مع عائلتي.
- هل تطهين لهم؟!
(ممازحةً)... «أحاول».
- تحضّرين عقب الإجازة لألبوم غنائي، كيف ستتوزّع اللهجات فيه؟
الألبوم سيتضمّن أنماطاً موسيقية جديدة ومختلفة، ولهجات متنوّعة وجديدة.
- وهل سيتضمّن تعاوناً مع مواهب جديدة ستساهمين في إطلاقها كما عهدناكِ؟
بالتأكيد، اخترنا عدداً من الأشخاص الموهوبين من «الفانز» من بيروت ومُدن أخرى. حضّرنا مفاجآت عدة. وهناك فعلاً مواهب قوية وتستحقّ أن تكون جزءاً من نجاح هذا الألبوم.
- وماذا عن اختياركِ التعامل مع مواهب إخراجيّة جديدة في أغنياتكِ المصوّرة؟
هي تجربة جميلة وجديدة في كلّ أبعادها، لا سيّما أنّنا بتنا اليوم نجد كلّ الأعمال وقد أصبحت تشبه بعضها البعض، وهناك مواهب قويّة وبارزة تشجّعني للعمل معها لأنّها تعطيني أفضل ما لديها لتكون الثقة التي أوليتهم إياها في مكانها.
- ميريام أنتِ الفنانة الوحيدة التي تدعم وتساعد المواهب في مجالات متعدّدة، الا تخشين هذه المخاطرة؟
عندما بدأتُ بهذا المشروع، كنت أرى أنّ هناك مواهب عربية كثيرة مهدورةٌ حقوقها ولا أحد يلتفت إليها، حتى في أكبر البرامج التلفزيونية، فالمنتجون يبحثون عن ربحهم ومصلحتهم، وتذكّرت بداياتي عندما كنت أيضاً موضع اهتمام، ولكن من الجهة العملية وليس على صعيد الموهبة. ونحن اليوم كنجوم وفنانين نستطيع أن نمسك بأيدي الشباب الموهوبين ونمنحهم فرصاً لإظهار مواهبهم. وللأمانة، فقد اكتشفت أنّ كل موهبة صاعدة تعاملت معها، كان اختياري لها صائباً. وأريد أن أنوّه أنّ التقدّم على ([email protected]) متاحٌ على مدار العام، فما على الشخص الموهوب إلّا أن يرسل سيرته الذاتية والتعريف عن موهبته، وإذا كانت الموهبة تستحق أن تُعطى فرصة فسيتمّ التواصل معها مباشرةً.
- هل تعتقدين أنّ هناك فناني أرقام على السوشيال ميديا يُحقّقون نجاحات أكبر من فنانين الكاسيت والـ CD؟
لا يمكن لأحد أن ينكر أنّنا اليوم في زمن السوشيال ميديا، فالكاسيت إنقرض والـ CD يسير في نفس الطريق. فعلى الفنان أن يكون له شركة تدير أعماله وتسوّق له بالطريقة الصحيحة، لكي يُحافظ على نجوميته بالأرقام الحقيقية.
- ما رأيكِ بمواكبة الفنانين لصيحة «الأغنيات أونلاين»؟
جميعنا نتطوّر ونعيش في حياةٍ ذات إيقاعٍ سريع ويتقدّم بسرعة. فأياً كان الفنان، سواء من جيل الكاسيت أو الـ CD أو الأونلاين، فهو حتماً يواكب التطور والصعود.
- نراكِ على المسرح مليئة بالحياة، ما هو شعوركِ وأنتِ على المسرح؟
المسرح هو أكثر مكان يُريحُني ويُشعرني بالسعادة.
- لنتجه قليلاً في الحديث عن الحفلات العامة وحفلات الزفاف، بماذا تختلف عن بعضها؟ وهل يكون تعاملكِ مع جمهور الزفاف، فيه نوع من التقرّب؟ هل تلمسين صدقهم أكثر؟
في المهرجانات والحفلات الغنائية أكون في غاية الحماسة لأرى الجمهور وأستمدّ طاقتي منه، ولكن في حفلات الزفاف أبدو سعيدةً جدّاً، لأنّني على دراية بأنّ أهل العروسين اختاروني في أهم ليلة، ليلة لن ينسوها طوال حياتهم، فأبذل كل ما في وسعي لإسعادهم.
- هل باتت لديكِ مناعة للرد على الشائعات وصورك التي تنتشر بين الحين والآخر؟
بالتأكيد... فريق عملي يُطلعني على صور كثيرة تنتشر لي، حتى أنّني لا أحمّلها على هاتفي لأشاهدها، وأتفهم الأمر، فإذا لم تقم بعض المواقع بهذه الخطوة، فكيف سيتمّ التداول بأسمائهم؟
- نجحتِ في تغيير نظرة الجمهور إلى الأم الفنانة، التي تحافظ على جمالها وقوامها الرشيق؟
لستُ أول أم فنانة، ولا حتى أول أم تحافظ على رشاقتها، وسعيدة بكوني مثالاً يُحتذى في ذلك، وفي رأيي الجمال لا يقتصر على الشكل وحده، بل يطاول الروح أيضاً، والتفكير الإيجابي مهم جدّاً وينعكس على روح المرأة ومظهرها الخارجي.
- وجود أفراد عائلتك في دائرة عملك نوعٌ من الوفاء لهم أم يشعركِ بالأمان؟
هو الاثنان معاً... منذ 8 أعوام افتتحتُ وشقيقتي رولا شركة «ميريام ميوزك»، وهي تديرها اليوم، وقد رافقتني منذ اليوم الأول لامتهاني الفن، حتى أنّ الموظفين في الشركة باتوا بمنزلة عائلتي، يحترمون طقوسي ويعرفون ماذا أريد، وهكذا تُبنى الثقة بين أفراد طاقم العمل.
- هل العمل مع المقرّبين يُشعر الفنان بالأمان؟
طبعاً... لا سيّما في البدايات، ولكن هذا ينعكس في ما بعد على الموظفين الآخرين، فيصبحون أيضاً قلباً واحداً وعائلة واحدة.
- لا شكّ في أنّ بطولتكِ لمسلسل «إتهام» كانت رائعة، متى سنراكِ مجدّداً على الشاشة الصغيرة؟
الفكرة ليست خارج حساباتي ولكنني أريد أن أكون مرتاحة فيها. أنتظر النص الجيّد والحبكة المناسبة، بمستوى «اتهام» أو أجمل، الإنتاج الضخم، وأن يكون الوقت مرناً ويُناسب جدول عملي.
- دائماً ما يُزجّ باسمك في تكوين لجان تحكيم البرامج، ولكن الأمور لا تصل إلى خواتيمها السعيدة...
مع احترامي الى جميع الجهات فأنا لم أتلقى حتى اليوم عرضا مغريا لأبدي موافقتي عليه وأعلّق كل نشاطاتي وحفلاتي على مدار الموسم من أجله.
- تفكّرين في «فورمات» خاص بكِ؟
لا... مع العلم أنّني تلقيتُ عروضاً لبرامج جاهزة لي، ولكن لم يكن الوقت مناسباً لها.
- كيف ترين علاقتكِ بالموضة؟
أنا شخصية انتقائية، أختار ما يُناسبني من صيحات الموضة.
- بماذا تعدنا ميريام فارس بعد إجازتها العائلية؟
أعد الجمهور بموسم حافل بالأغنيات الجديدة والمهرجانات والحفلات في مختلف البلدان العربية.
- في الختام، أنتِ ملكة المسرح وملكة على السوشيال ميديا بحب الجمهور ومتابعته، في رأيكِ، هل تصنع هذه المواقع نجوماً؟
لا تصنع نجوماً في المطلق، بل يُصبح الشخص معروفاً... ولكن من الصعب أن تكون هناك استمرارية إذا كانت السوشيال ميديا هي منبرهم الوحيد.
ملكة الأرقام على السوشيال ميديا
مع أكثر من 9.4 مليون متابع عبر الإنستغرام، تحتلّ ميريام فارس مرتبة متقدّمة بين النجمات العربيّات الأكثر متابعة عبر التطبيق، فيما جمعت حواليّ 11.6 مليون إعجاب عبر صفحتها على الفيسبوك، و1.8 مليون متابع على حسابها على التويتر. هذا وتعدّ قناة ميريام فارس على اليوتيوب الأكثر انتساباً بين النجمات مع نصف مليون مشترك وفاقت نسبة مشاهدة مجمل الفيديوهات الـ 195 مليون مشاهدة.
تصفيف شعر: جاك كويومجي
الأزياء: FENDI
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024