الزومبا: خسارة في الوزن وتخفيف من الضغوط النفسية والتوتر

الزومبا,خسارة في الوزن,تخفيف من الضغوط,تمارين رياضية,تقنيات جديدة,حرق أكبر نسبة من الدهون,إتقان كل حركاتها,الحركات اللاتينية

جدة - ميس حمّاد 29 نوفمبر 2015

لم تعد ممارسة الرياضة تأخذ الطابع التقليدي القديم، الذي تستصعبه معظم النساء وينفرن منه. فقد أُدخل العديد من التقنيات الجديدة في ممارسة التمارين الرياضية، وتم دمجها مع حركات عالمية عدة، لتظهر وتنتشر في عالمنا العربي بشكل عام، وفي السعودية بشكل خاص. وأخيراً، لاقت رياضة الزومبا استحساناً وإقبالاً كبيرين، لأنها أثبتت فاعليتها في حرق أكبر نسبة من الدهون، والسعرات الحرارية من خلال ممارستها لمدة ساعة متواصلة، مع إتقان كل حركاتها المتنوعة بين مجموعة من الحركات اللاتينية والعالمية، والتي تقدَّم على شكل تمارين رياضية، تعمل على تنشيط الدورة الدموية، وتحافظ على شكل الجسم المتناسق، ولياقته، إضافة الى تضمّنها الحيوية والمرح. «لها» التقت مدربات زومبا واختصاصية تغذية وبعض الفتيات اللواتي يمارسن هذه الرياضة، وبدورهن أكدن أن الزومبا مخرج حقيقي للتخلص من الضغوط النفسية وحرق الدهون.


منّاع: تمكنت من خسارة 24 كيلوغراماً خلال سبعة أشهر بفضل رياضة الزومبا
بدأت رزان مناع (24 سنة)، ممارسة رياضة الزومبا منذ سبعة أشهر، وتعرفت على هذه الرياضة من خلال صديقتها، تقول: «منذ الشهر الأول لممارسة الزومبا، شعرت باختلاف واضح في شكل جسمي، وملابسي التي بدأت بالاتساع قليلاً. لقد استفدت كثيراً من هذه الرياضة، وكنت أشعر براحة نفسية، وسعادة لا توصف أثناء ممارسة الزومبا وبعدها. ومع تقبّل جسمي لهذه الحركات اللاتينية، بدأت اتباع حمية غدائية تعتمد على الطعام العادي لكن بكميات قليلة، حيث كنت أتناول ما يعادل خمس وجبات في اليوم، بالإضافة إلى ممارسة الزومبا مرتين في الأسبوع لمدة ساعة متواصلة. كنت أمارس رياضة المشي أيضاً، وخسرت خلال سبعة أشهر فقط 24 كيلوغراماً من وزني وما زلت أواظب على رياضة الزومبا».
وتضيف منّاع: «أنصح جميع الفتيات بممارسة رياضة الزومبا، وإتمام برنامجها وتعلّم الحركات المطلوبة من المدربة، وتطبيقها بدقة بغية الوصول إلى النتائج المرجوة. وعدا ذلك، تُعد هذه الرياضة بمثابة علاج لمن يعاني ضغوطاً في حياته العملية أو بشكل عام. كما أن التدريب ممتع، نظراً الى تنوع الموسيقى التي ترافق حركات الزومبا. ولأنني أتقنت الحركات بدقة، لا أتخيل أن أستغني يوماً عن حصة رياضة الزومبا».

خلود: الزومبا تساعد كثيراً على التخفيف من الإرهاق والضغوط اليومية
من جانبها، تصف خلود (30 سنة)، رياضة الزومبا بـ«الرائعة»، إذ تساعد على حرق الدهون بشكل يفوق أي رياضة أخرى. بدأت رياضة الزومبا منذ ثمانية أشهر، كان وزني يقارب الـ100 كيلوغرام، وخضعت لتدريبات مكثفة، أي أربعة أيام في الأسبوع، هذا إضافة الى حمية غذائية كنت أتبعها، ورحت أشرب الماء بكثرة، وأمارس رياضة المشي بشكل يومي، وخسرت حوالى الـ 30 كيلوغراماً، واليوم يقارب وزني الـ 70 كيلوغراماً. وتساعد الزومبا كثيراً في التخفيف من الضغوط النفسية التي ترهق كاهلنا في الحياة اليومية. وتلعب المدربة دوراً مهماً في تحفيز الفتيات على إكمال الحصة الرياضية، وهذا ما كان يحدث معي بالفعل، إذ كنت أرتاح مع مدربتي ريهام أفندي، لدرجة أن شجعت صديقاتي على الانضمام إلى حصصها والاستمتاع برفقتها في الزومبا. والجدير ذكره، أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على ممارستي رياضة الزومبا، بدأت ألاحظ تغييراً في مقاسات ملابسي، كما بدأ جسمي يستجيب الحركات الرياضية. لذا من الضروري للفتيات الباحثات عن خسارة الوزن، متابعة التمارين والصبر على الحميات الغذائية وممارسة رياضة المشي ليصلن الى الهدف المراد تحقيقه، والوزن الذي يتمنينه».
مدربة الزومبا ريهام عادل أفندي، والتي كانت متدربة سابقة، أتقنت الزومبا على يد مدربتها في نادٍ رياضي، والتي لاحظت اهتمامها بحصص الرياضة، لتخبرها بأنها قادرة على أن تتحول من متدربة إلى مدربة «وشجعتني كثيراً، وأتاحت لي فرصة الانطلاق، خاصة أنه لم يكن في السعودية عدد من مدربات الزومبا قبل ثلاث سنوات، بخلاف اليوم إذ يوجد عدد كبير منهن».
وتتابع أفندي حديثها عن نشأة الزومبا قائلة: «هي عبارة عن برنامج لياقة بدنية كولومبي، ابتكره بيتو بيريز في تسعينات القرن الماضي، ويعتمد على دمج مجموعة من أنواع الرقص اللاتيني، مثل السامبا  والسالسا والريجاتون والكومبيا والميرينجي والبيلي دانس، مع التمارين الرياضية. لم تشتهر الزومبا في السعودية إلا منذ ما يقارب الثلاث سنوات، ووصلت ذروتها في السنتين الأخيرتين، وهي عبارة عن Fitness Dance، الأغاني المرافقة لها 70 في المئة منها لاتينية، ويتم إدخال أغانٍ عالمية اليها، وهي مجموعة من الرقصات، لكل رقصة تصميم معين، على إيقاع الألحان اللاتينية، وتعتمد على الإحماء الخفيف، من خلال موسيقى هادئة نوعاً ما، تبدأ بالتصاعد تدريجاً مع زيادة سرعة الحركات وحماسة المدربة والمتدربات».
وتوضح أفندي: «في البداية قد يرى البعض أن الزومبا غريبة، لكن مع نهاية الحصة الرياضية يتعلقن بها ويشعرن براحة نفسية وسعادة بالغة، مما يدفعهن للاستمرار في ممارستها لشهور وسنوات عديدة، ولا تحتاج المتدربة الى أي لياقة بدنية مسبقة، ففي إمكان أي سيدة أو فتاة المشاركة في حصص الزومبا الرياضية، مع أهمية المتابعة والقدرة على التحمل، لئلا تدع الاستسلام يعترض طريقها. وأهم نصيحة أسديها للمتدربات، ألا يتوقفن، بل يستمررن في تأدية الحركات وتكرار ذلك على وقع الأغاني ليحفظن التمرينات مع الموسيقى، لأنني أٌبقي على الأغاني، فلكل أغنية في الحصة تمرين وحركة معينة، مما يساعد المتدربات على الحفظ».
وتلفت أفندي إلى مدى اهتمام السعوديات أخيراً برياضة الزومبا، قائلة: «تعمل الزومبا على حرق سعرات حرارية عالية في الساعة الواحدة تتراوح ما بين 500 و 800 سعرة، لكن معدل الحرق يختلف بالطبع من جسم الى آخر، ويعتمد أيضاً على حركة الجسم. وعلى من تريد خسارة كبيرة في الوزن بطريقة آمنة، اتباع حمية غذائية معتدلة، وبذل مجهود كبير في رياضات أخرى، كالمشي مرتين في الأسبوع، وممارسة تمارين شد المعدة، وغيرها من الرياضات التي تمارس جنباً الى جنب الزومبا التي تعمل على شد الجسم وتنسيق شكله. كما تقضي رياضة الزومبا على الاكتئاب، وتخفف من الضغوط النفسية والتوتر، فتشعر المرأة بعد ممارستها براحة نفسية، خاصة على وقع الأغاني اللاتينية الجميلة».
وتذكر أفندي «أن عدد المتدربات في الحصة الرياضية يراوح ما بين 15 إلى 18 مشتركة، من مختلف الأعمار، فلدي مجموعة من سن الـ  20 فما فوق، ومجموعة أخرى تتجاوز الـ 30 سنة، وهناك فتيات في سن المراهقة، لكن الغالبية تكون من الأمهات والموظفات، خاصة أن موعد الحصص في المساء، ومدة الحصة الرياضية ساعة متواصلة، مرتين في الأسبوع».
وتؤكد أفندي أن «إقبال السعوديات اللافت ومن مختلف الأعمار على الزومبا، يعود إلى وعي المجتمع بأهمية الرياضة وفائدتها للجسم بشكل عام، وأنها أسلوب حياة Life Style، وهذا ما يجب على المجتمع تقديره، فالرياضة وُجدت للمحافظة على الصحة بشكل سليم، وليس لإنقاص الوزن فقط. ولعل جهل البعض بهذا النوع من الرياضة يعود إلى أسباب عدة، في مقدمتها تدني عدد الأندية النسائية التي تُدرج الزومبا في حصصها الرياضية، وقلة عدد مدربات الزومبا السعوديات في النوادي النسائية، إضافة الى خوف البعض من تقبّل أي رياضة جديدة».
أما مدربة الزومبا نوف خياط فتقول عن بدايتها: «الزومبا تحتاج الى الدراسة، ويجب أن نحصل على شهادة متدرب مُرخص من شركة زومبا Zumba Fitness، ولا بد من استمرار الاشتراك مع هذه الشركة، وقد حصلت على هذه الشهادة من دبي. في البداية كنت طالبة زومبا، ورغم شدة تعلقي وسعادتي بهذه الرياضة، خاصة أنها تسببت في تغيير حياتي، والجميع من حولي شجعني على متابعتها، ووقفت مدربتي الى جانبي كثيراً وساعدتني... رغم ذلك، كنت خائفة ومترددة، لكنني بعدما سافرت إلى دبي وحصلت على شهادة في هذه الرياضة، عملت بجهد على تطوير ذاتي لمدة ثمانية أشهر، ومن بعدها بدأت في الحصة الأولى لتدريب الفتيات على الزومبا، وهذه سنتي الثالثة في مجال التدريب».

الزومبا وسرطان الثدي
تقول خياط: «أقمنا فعالية خيرية في 14 تشرين الأول/ اكتوبر 2015، وتم بيع التذاكر لـ 350 سيدة، من كل الأعمار، بدءاً من 10 سنوات وصولاً إلى عمر 50 سنة، والجميع مارس الزومبا وكأنها حصة رياضية ضخمة. وهذه الفعالية كانت دعماً منّا لمكافحة سرطان الثدي ومساعدة المريضات المتعافيات، والمصابات، ذلك أن رياضة الزومبا تساعد على تخفيف معاناة مريضات سرطان الثدي، خاصة أنهن بحاجة الى رفع معنوياتهن، وهي بداية الطريق بالنسبة إليهن، إذ يشعرن بخسارة أنوثتهن حين استئصال الثدي، وتساقط الشعر. ويعود ريع الفعالية لمصلحة مرضى سرطان الثدي والجمعيات المسؤولة عنه. ولأن الزومبا تعتمد على الحركة والرقص، فهي تمكّن المريضة من الخروج بأفكار إيجابية، واستعادة أنوثتها بالنظر الى حركاتها في المرآة أثناء الحصة الرياضية، خاصة المريضة التي خضعت للعلاج الكيميائي. كما تستطيع من لم تخضع لهذا العلاج، أن تُشغل أفكارها خلال الحصة الرياضية بالإيجابية ، ذلك أن رياضة الزومبا تحتاج الى التركيز على الحركات والتنسيق بين حركة الأيدي والأرجل مع المدربة لإتقان الحركات بطريقة صحيحة».
وتضيف: «لا بد من تسليط الضوء على دور المدربة، فهناك من يظلم هذه الرياضة، ومنهم من ينصفها. ففي موقف طريف حدث معي، حصل أن متدربات دخلن حصتي بالصدفة، وعند معرفتهن بأنها حصة للزومبا، انسحبن لأنهن جرّبن هذه الرياضة مع مدربات أخريات، وكأن الأمر مجرد استعراض للمدربة أمام المرآة فقط، غير آبهة بالمتدربات وإتقانهن الحركات من عدمه، فدعوتهن الى حصتي، وبالفعل أصبحن اليوم متدربات ملازمات لحصة الزومبا».

فوائد رياضة الزومبا
وعن فوائد رياضة الزومبا، تقول خياط: «إضافة الى أنها تعمل على إنقاص الوزن إلى حد كبير، وهذا يعتمد على معدل الحرق في جسم الإنسان، إذ إن المتوسط يبدأ من 500 وقد يصل إلى ألف سعرة حرارية وفق نشاط الجسم، وهذه الأرقام ليست مقياساً بل تتفاوت من شخص الى آخر. ومن فوائد الزومبا أيضاً، أنها تعمل على تحسين صحة القلب، فتُبقي من يمارسها بعيداً من خطر الإصابة بالسكتات والجلطات القلبية، كما تعمل على جعل البشرة أكثر نضارةً، خاصة أنها تزيد من نسبة ضخ الأوكسجين في الجسم، وحتى الأطباء النفسيون باتوا يُدرجونها ضمن الوصفة الطبية لمرضاهم، وهو شيء ايجابي وممتاز جداً. إضافة إلى أنها تعمل على تقوية الذات، وتعزيز الثقة بالنفس، وتوطد العلاقات الاجتماعية بين المتدربات، بحيث يصبحن مجموعة صديقات يتابعن معاً الصفوف الرياضية للزومبا».
وتختتم خياط حديثها مؤكدة: «عندما يقولون إن الزومبا للجميع، فهي بالفعل كذلك، لأنه لا يوجد شريحة في المجتمع لا تستطيع ممارسة رياضة الزومبا».

يغمور: هذه الرياضة ليست كافية بمفردها لخسارة الوزن، بل يجب اتباع حمية غذائية وممارسة رياضة المشي
تؤكد اختصاصية التغذية داليا يغمور «أن أي رياضة تعتمد على حركات معينة مع الالتزام بحمية غذائية تجعل الجسم يخسر الوزن، وليس رياضة الزومبا فقط. على سبيل المثال، إذا أنهيت حصة رياضية في الزومبا وخسر جسمي سعرات حرارية عالية، ثم تناولت وجبة في مطعم، فكأنني لم أخسر شيئاً، بل على العكس سيزداد وزني، والسبب يعود إلى أنه بعد أي تمرين رياضي أو مجهود يقوم به الجسم، تتفتح مسام العضلات، ويتحول الغذاء إلى دهون، لذلك يجب أن يكون موعد تناول الطعام قبل التمرين بساعتين على الأقل، وبعد التمرين بساعتين أيضاً، ليرتفع معدل الحرق في الجسم. كما أن الحميات البسيطة والخفيفة تركز على تقليل الكاربوهيدرات والدهون، فنكثر من تناول البروتين والخضر بمعدل خمس وجبات في اليوم، عندها يستجيب الجسم لخسارة الوزن، ولا يستعيد الوزن المفقود مرة أخرى».
وعن معدل حرق رياضة الزومبا ما بين 350 إلى 1000 سعرة حرارية، تقول يغمور: «تستهلك الأنثى في اليوم 1000 سعرة حرارية، والرجل 1100 سعرة حرارية، وهذا يتناسب بالتأكيد مع طبيعة الجسم، ومعدل الدهون وغيرها من الأمور. وفي ما يخص رياضة الزومبا، يصل متوسط معدل ما تحرقه ما بين 400 إلى 500 سعرة حرارية، ويختلف معدل الحرق من شخص الى آخر وفق طبيعة الجسم. لكن هذه الرقصة بمفردها ليست كافية لخسارة الوزن، بل يجب اتباع حمية غذائية كما ذكرنا، مع ممارسة رياضة أخرى كالمشي لمدة نصف ساعة على الأقل وفق قدرات الجسم والإحماء أيضاً، لأن الجسم يحتاج إلى تهيئة قبل ممارسة رياضة الزومبا التي تحقق بالفعل نتائج مبهرة».

 

أنواع الزومبا وتورد خياط أنواع الزومبا، وهي:
 Kidsزومبا : برنامج مخصص للأطفال من أربع سنوات إلى 12 سنة.
 زومبيني: وهي مخصصة للأطفال الـBaby ممن هم أقل من ثلاث سنوات وتكون بمشاركة الأمهات.
  زومبا Gold: وهي لكبار السن والمبتدئين، ومن يعاني آلاماً في المفاصل والرقبة، وأيضاً لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن تدريباتها أقل قسوة من تلك المعتادة.
  زومبا سينتاو: وهي تعتمد على استخدام الكرسي، ويركز عدد من تمارينها على الجزء السفلي من الجسم. وهناك أيضاً  الطعنات والقرفصاء، مع إمكانية تعديل الخطوات لزيادة الاستفادة من التمارين.
  زومبا تونينغ: وهي التي تُستخدم فيها الدمبل (الأوزان)، أو عصا يطلق عليها ماركا، وتفيد كثيراً في تنسيق الجزء العلوي من الجسم.
  أكوا زومبا: وهي لممارسة الزومبا في المسبح، وتناسب من يعاني مشاكل في الظهر.
  زومبا Step: وهي مناسبة للجزء السفلي من الجسم.