تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الإعلامية وفاء الكيلاني: أفضّل أن أكون بين الأذكى... لا بين الأجمل!

مع فارس كرم

مع فارس كرم

مع نوال الزغبي

مع نوال الزغبي

مع يسرا

مع يسرا

مع عابد فهد

مع عابد فهد

في عينيها جرأة وإن ضرَبَت فأوجعت، فإن الملامة واحدة... تُظهر اهتماماً ورغبة في البحث عن الجواب، ومَن أَحسَنَ السؤال عَلِمَ. ليِّنة من غير ضعف وشديدة من غير عنف. تسعى بجدّها ومن سعى جنى. إنها الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني التي تدور مع ضيوفها في أرجاء «المتاهة»، لتضع النقاط على حروف حياتهم. تحدّثنا في هذا الحوار عن متاهة دخلتها أخيراً، وتكشف لنا أسراراً عن طفولتها وشخصيّتها ومنزلها. كما تبدي رأيها بخلاف فارس كرم وحلمي بكر الذي وُلِد من برنامجها، وتتحدّث عن الحراك المدني اللبناني.


- تحاورين نجوم الدراما والغناء والإعلام، المخضرمين منهم والشباب، في إطار برنامج حواري دسم عنوانه «المتاهة»، تثير كل حلقة من حلقاته جدلاً، يزيدك نجاحاً وتفوّقاً...
الحمد لله التفوق يأتي  بعد تعب وجهد، فأنا في عملي جادة ودقيقة وممن يهتمّون بأدق التفاصيل، وأؤمن بأن التحضير والسؤال الجيد ينتج عنهما مضمون له قيمة ، انتهيت حتى الآن من تصوير أكثر من نصف حلقات البرنامج، وقبل نهاية العام، سأنتهي من تصوير الحلقات الثلاثين.

- هل تتابعين عملية المونتاج؟
أتابعها لسبب، وهو أنني أسجّل أحياناً ساعتين أو ثلاثاً، فيما يُعرَض على الشاشة ساعة وربع الساعة فقط، لذا أتحسَّر على المشاهد التي تُحذَف، وأردّد أحياناً: «هل يمكن أن تقسم الحلقة إلى جزءين؟».

- هل قسمتم أي حلقة إلى جزءين؟
وقفنا عند إحدى الحلقات، وهناك احتمال كبير أن تقسم إلى جزءين، ولن أذكر اسم ضيفها...

- الحماسة تكون في ذروتها في البداية، فهل خفّت لديك بعد تسجيل هذا الكمّ من الحلقات؟
لم تختلف درجة الحماسة لديَّ إنما الطاقة، فأحياناً أفقد جزءاً منها لكوني إنسانة، أمرض وأتعب وأحزن ولي ظروفي ولدي التزاماتي العائلية كما العملية، إلاّ أن الاحترافية والمهنية تدفعانني إلى شحن نفسي من جديد وإن كنت «أموت» من التعب، وبمجرّد جلوسي أمام الكاميرا، أستمدّ الطاقة البديلة، وعندما أشاهد الحلقة أقول: «الحمد لله، أنا في الحلقة دي كنت بموت».
- في مواجهتك لضيوفك، تنتهجين أسلوباً موضوعياً ومهنياً في حواراتك. يصفك البعض بالصدامية أو الجريئة، وتفضلين أن توصفي بالمهنية.
مهنيتي لا تقيَّم بمواجهاتي وإنما بحواراتي، ولا أخوض مواجهة مع ضيفي ، بل نجتمع في حوار ينجم عنه كلام موزون و «جامد».. يحترم عقل المشاهد فينال تقديره، والموضوعية أحياناً تفسّر من قبل البعض على أنها جرأة!

- هل تصادمتِ مع أي من ضيوفك؟
إطلاقاً، فكل ضيف استضفته في برنامجي، ترك الاستوديو سعيداً بالحوار ومتحمّساً لمشاهدة الحلقة على الشاشة.

- اشتعلت النار بين فارس كرم وحلمي بكر بسبب ما صرّح به في برنامجك، وبقي الحديث عن حلقتك قائماً حتى الساعة. هل أسعدك هذا الأمر؟
أن يحصل خلاف بسبب حلقتي، أمر يجب ألاّ يفرحني، خصوصاً إن نشب بين قامة في عالم التلحين، وفنان أثبت وجوده على الساحة الغنائية و«يأكل المسرح أكل»... فارس محترم وجميل صوتاً وأداءً، وقد عبّر عن رأيه بشفافية، فتصادم مع الأستاذ حلمي بكر الذي يبدو أنه متابع جيد لحلقاتي، فهي ليست المرة الأولى التي يعلّق فيها على ما ورد في حواراتي، ومتابعته لبرنامجي تسعدني.

- في صفّ من وقفتِ؟
لا أقف في صف أحد فالموضوع لا يخصّني، ليَ رأيي الشخصي الذي أحتفظ به لنفسي.

- حاورتِ أكثر من جيل في «المتاهة»، من اختار الضيوف؟
يتم التنسيق فيما بيننا... بالإضافة أنه وصلتني تعليقات على «تويتر» و «انستغرام» تطالبني باستضافة نجوم لم أحاورها من قبل في البرنامج وأنهم أصابهم الملل من تكرار نفس الوجوه في البرامج، وعندما حصل، اعترض البعض الآخر من المشاهدين وقالوا لي: «من هؤلاء؟ نريد الناس الذين نعرفهم»، لقد حرت فعلاً وأدخلوني في متاهة... وعندما أحاور ضيفاً لأول مرة أجد من يقول: لماذا التكرار!! وفي الواقع أن معظم ضيوف «المتاهة» أحاورهم للمرة الأولى. فلقائي السابق مع هشام الجخ دام 5 دقائق وسط 5 ضيوف في «نوّرت»، وهي المرة الأولى التي أحاوره فيها حواراً دسماً. كما أنه حواري الأول مع يسرا ومحمد رمضان وعابد فهد وفارس كرم، والثاني مع أحلام. وهذا لايمنع بأنني سوف أكرّر وجوه كانت معي في حوارات سابقة لأنها تستحق.

- مضمون البرنامج وطبيعته لا يختلفان عمّا اعتاد عليه جمهورك، حيث تقدمين «توك شو» في إطار محاور متعدّدة تتطرّق إلى جوانب مختلفة من حياة الضيف. بمَ يختلف «المتاهة» عن برامجك السابقة؟
أنا محاورة ولست ممثلة تؤدي دوراً من الأدوار، وبالتالي فإن أسلوبي لن يختلف من برنامج إلى آخر، ولا حتى صوتي وكلامي ومفرداتي ستختلف. المختلف هو مضمون البرنامج كطرح، إذ يتناول متاهات حياة الضيف من مواقف أتخذها وعاشها. كما يتضمّن تعرية فكرية وتعرية روحية وأتكلّم فيه وجدانيات وفلسفة حياتية. فبرنامج «الحكم» لم يكن كهذا، بل كان قائماً على استفتاء الناس. وما قبل «الحكم»، برنامج «قُصر الكلام» كان مختلفاً عن «المتاهة»، وكان «بدون رقابة» عبارة عن مواجهة مع الضيف.

- هل «المتاهة» أثقل البرامج التي قدّمتها؟
أحببت كل ما قدّمت من برامج، اخترتها بنفسي وأحببتها وأتقنتها، ولم يغصبني أحد على تقديمها... فأنا لا أُساوم على المضمون، أما على سبيل الشكل فـ«المتاهة»، جديد شكلاً وفيه نوع من الإبهار في الصورة، حيث يستخدم تقنية Augmented Graphics، وهي تقنية غرافيكس واقعية ثلاثية الأبعاد، ممّا أضفى أختلاف وثقلاً على الصورة.

- عندما يكون ضيفك من الشخصيات الفنية المحنّكة التي تمتلك أسلوباً خاصاً في الردّ على الأسئلة أثناء أي لقاء، هل تتحضرين بشكل مختلف  للحلقة؟
استعدادي دائماً واحد، لكنني أكون أكثر سعادة عندما يكون ضيفي محنّكاً كما وصفته، ويملك «كاراكتير» مختلفاً وبارزاً، ما يمنح الحلقة تلقائية حوارية جميلة، كأن أطرح عليه سؤالاً ويجيبني بأسلوب يولِّد سؤالاً آخر ويعود ويأخذني بإجابته إلى مكان آخر. أحب الضيف العميق الذي يُبحر في سؤالي وأعيده أنا إلى الشاطئ.

- أي أنكِ تحبّين مَن يشبهك مِن الناس!
يلفتني الشخص العميق الذي يملك فكراً خاصاً به، وشخصية تميّزه.

- ما كان انطباعك عن النجم عابد فهد بعد لقائه؟
فنان محترم وحلقته من الحلقات المحبّبة لي.

- اعتمدتِ الغرّة القصيرة والكثيفة في جلسة التصوير التي روّجت للبرنامج، هل تدل على أمر ما؟
أطللت بها مرة واحدة وأعلنت «التوبة»... بعيداً عن الكاميرا هي تليق بي، أما على الشاشة فلم أحبها، وهي مشكلة أعانيها أحياناً، إذ أن الناس يقولون لي بأنني في الحقيقة أجمل من الكاميرا، على عكس من يبدون على الشاشة وفي الصور أجمل من الحقيقة.

- مبروك حلولك في المرتبة الـ 13 ضمن أجمل 35 وجهاً تلفزيونياً في العالم، وفقاً لأحد المواقع الأجنبية. هل وقفتِ عند هذا الخبر؟
خبر لطيف لا يوجد إمرأة لا تريد أن تسمع بأنها جميلة... لكني لم أقف عنده. لو وقفت عنده لكنت أعدت نشره Retweet. أشكرهم على ضمّ اسمي إلى المرشحين، لكنني أفضّل أن أكون بين الأذكى أو الأكثر تأثيراً...

- ما رأيك بلقب ملكة الحوار؟
يسعدني سماعه وهو كرم أخلاق مِن مَن يصفني به، وأفرح عندما أسمع أن أحدهم أحَبّ أسلوبي في الحوار، كأن يقول لي: «رأيت هذه الشخصية مختلفة معك، لم يسبق لنا أن رأيناها بهذا الشكل، وقد أحببناها بعد استضافتك لها»... وغيرها من التعليقات التي تفرحني وتزيدني قوة وثقة.

 
شخصيتي

- تكشف تغريداتك على «تويتر» عن طابع مرح في شخصيتك الجدية، هل وجدتِ العالم الافتراضي منصة مناسبة للتعبير عن آرائك؟
أنا كسولة في هذا العالم، أحياناً أتبنّى أشياء تعبّر عني وتلمسني، فأنقلها وأكتبها على صفحتي. وأحياناً أخرى أقصد من خلال تغريداتي، لفت أنظار المتابعين إلى أمور معينة بطريقة غير مباشرة، لإيماني بأنه يمكنكِ أن تغرسي فكرة ما في وعي من هو أمامك، من دون أن تتوجّهي بالحديث إليه مباشرة.

- هل ثمّة من يهاجمك؟
بالتأكيد، فأنا لست مثالية، حتى المثاليون يهاجَمون ولولا اختلاف الآراء لبارت السلع. لكن «هجوم عن هجوم يفرق!»، يكون مقبولاً حين يكون قائماً على سوء تفاهم، أو ناتجاً من تفسير خاطئ لأمر صدر منك، حيث إن الوعي يختلف بين بيئة وأخرى، وثقافة وأخرى، وبين شخص وآخر ضمن البيئة نفسها. في المقابل، يُعتبَر الهجوم متعة بالنسبة إلى بعض الأشخاص، فيهاجِمون من دون أي مبرّر، «الله يهديهم ويسامحهم»...

- أصبحت أكثر اختلاطاً مع الوسط الفني وفق الصور التي تنشر للجلسات التي تجمعكِ بهم، والتقيناك أخيراً في حفلة ميلاد إليسا، كيف تصفين علاقتكِ بها؟
إليسا صديقتي منذ سنين طويلة، ولم نلتقِ في حوار تلفزيوني إلا مرة واحدة فقط، وأنا أنجح في الفصل بين الصداقة والعمل. أصدقائي في الوسط الفني ذاتهم، لم يزدد عددهم ولم يقلّ.

- من هم أصدقاؤك النجوم؟
أملك صداقات أعتز بها مع فنانين وفنانات، ولا أحب الدخول في لعبة الأسماء!

- هل عشتِ كل مرحلة من عمركِ كما يجب؟
لم أعش طفولتي لظروف خاصة! كنت تحت رعاية أهلي طوال الوقت، وبعدها كبرت وكنت فتاة عاقلة جداً في مراهقتي، لم «أتجنّن»، وهي من ضمن الأشياء التي ضاعت عليَّ في حياتي. جميل أن يعيش الإنسان كل عمر بمرحلته، لا أن يكبر قبل أوانه. لذا أريد لابنتي أن تستمتع بحياتها، أن تعيش كل مراحل عمرها التي لم أعشها كما يجب. أريد أن أرى فيها ما لم أره في نفسي...

- أخبرينا عن وفاء الطفلة.
كنت سابقةً سنّي في تفكيري، كل الأمور كان يجب أن تُحلَّل وما من شيء كان يمرّ مرور الكرام عندي... كان خيالي واسعاً وكنت أطرح الكثير من الأسئلة، ويخبرني أهلي بأنني في صغري كنت أحدّثهم عن قصص خيالية محبوكة بشكل لافت.

- هل لكِ تجارب في الكتابة؟
كانت لي بعض المحاولات في الماضي... الآن لا أجد الوقت!

- ما هو أجمل حدث في حياتك حتى اللحظة؟
 إنجاب ولديّ...

- ما هو أكبر درس تعلّمته في الحياة؟
عدم منح ثقتي بسهولة. فالثقة أصبحت كنزاً في زمننا، ولو وجدتِ شخصاً جديراً بالثقة فهو أمر نادر جداً.

- هل خان أحدهم ثقتك؟
أحياناً أصاب بخيبات أمل، إلاّ أنني أتخطّاها والحياة تستمر...

 
في منزلي

- آخر ما تتفقّدينه قبل الخروج من المنزل؟
هاتفي الخليوي، فلطالما نسيته. لا أخرج من المنزل بدون ... نظاراتي.

- من هو الشخص الذي تردّين على اتصاله من «أول نصف رنّة»؟
ماما... خصوصاً أن كلاً منّا تعيش في بلد.

- هل أنت سعيدة في العيش في لبنان؟ أم أنكِ تنوين الاستقرار في بلد آخر؟
لبنان بلد جميل وأهله أناس طيبون وشعبه مُحبّ للحياة، وكل ما أتمناه هو أن يعمّه الهدوء والسلم. حالياً لا توجد نية بترك لبنان، والله وأعلم ماذا يخبّئ الغد. فالعالم كله يمرّ بحالة من التغيير، وما من بقعة آمنة أكثر من الأخرى.

- هل تتابعين السياسة؟
بالتأكيد... السياسة أصبحت تتابعنا إن صحّ التعبير. تجري خلفنا وترتبط بكل شيء في دنيانا، وحتى الأكل والشرب دخلت فيهما السياسة.

- شهد الحراك المدني في لبنان مشاركة عدد من المشاهير اللبنانيين، فيما هاجمه البعض الآخر منهم... هل تشعرين بأنكِ معنية بهذا التحرّك؟
لبنان بلد ابني وابنتي، وذلك يعني أنني معنيّة، إلاّ أنني لا أحاول التعليق على «تويتر» بشكل صريح على أي حدث يحصل في لبنان، حتىالنفايات التي أعاني منها كأي مواطن يعيش في هذا البلد، لسبب بسيط جداً وهو أنه سيظهر شخص ما ليقول لي: «خليكي في أمور بلدك». أتناقش في هذه المسألة مع أصدقائي أو في حوار صحفي لكنني لا أدخل في جدال مع أشخاص مجهولين عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبالمناسبة، أنا لا أملك أي حساب على «فيسبوك».
 

في الموضة

- أكسسوارات الشعر رائجة، هل تنوين اعتمادها في تسريحاتك؟
أنا إنسانة بسيطة إن جاز التعبير، لست «بتاعة أكسسوارات»، وأصف ستايلي بالبسيط والطبيعي. يعاني معي الستايلست صديقي سيديريك حداد لأن ليس من السهل التأثير فيَّ... أُتعبه كثيراً و«آخذه في سكِّتي» دائماً. في «الحكم» استعملت أكسسواراً لشعري مرة أو اثنتين فقط، فلو اعتمدت موضة جديدة لست معتادة عليها، لن أرتاح مع نفسي.

- يعني ذلك أن وفاء هي نفسها على الشاشة وخارجها؟
أنا المرأة نفسها ولكن من دون ماكياج.

- هل تحرصين على أن تكوني بكامل أناقتك تحت الأضواء وبعيداً عنها؟
أكون «مرتبة» كما تقولون في لبنان. أظهر على طبيعتي أينما وُجدت، وحتى في الليل، يكون ماكياجي خفيفاً جداً ولا أضع كريم أساس Foundation إلاّ خلال التصوير، وفي المناسبات التي أضطّر فيها إلى وضع ماكياج محترف.

- أكثر ما تجمعينه في عالم الموضة؟
الأحذية والحقائب.
 

عن المجوهرات

الأحجار الكريمة الملونة أم الماس... أحب الماس ولكنني مغرمة بالحجر الأخضر.
الذهب الأبيض أم الأصفر أم الزهري... الأبيض ويليق بي الزهري وأسمّيه «البرونزي».
قطع كبيرة أم ناعمة... في الأغلب الناعم ويمكن أن ألبس خاتماً كبيراً، أو أقراطاً كبيرة ملتصقة بالأذن، ولا أحب الطويلة منها.
• أسلوبي... كلاسيكي وعصري في الوقت عينه، ولا أرتدي  «الصرعات».
هل تؤيّدين نظرية أن المجوهرات تعبّر عن شخصية المرأة؟ أعتقد أنها تعبّر عن جزء من شخصيتها.
قطعة أملك منها الكثير وأشتريها دوماً... الساعات... فهي غرامي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079