أحمد فهمي: أزمتي أسقطت أقنعة أصدقائي المزيفين
عاش الفنان أحمد فهمي أزمة صعبة في الايام الاخيرة بعد اتهامه بالاستيلاء على مبلغ مالي ضخم من حسابات عملاء احد البنوك، إلا أنه أكد أنها جعلته يكتشف المعادن الحقيقية للكثير من الفنانين الذين كانوا يدعون طوال الفترة الماضية أنهم من أصدقائه المقربين، مشدداً على أنه لن يسامح أي شخص تخلى عنه في أزمته وشكك في براءته.
أحمد فهمي كشف لنا تفاصيل الاتهام الذي وجه إليه، وكواليس الأيام الخمسة التي أمضاها في السجن، وأسماء الفنانين الذين ساندوه في محنته، كما تحدث عن حقيقة توقف مشاريعه الفنية بسبب هذه الأزمة.
- تضاربت الأقاويل حول الاتهام الذي وجه إليك بالاستيلاء على مبلغ 363 ألف جنيه من عملاء أحد البنوك، فما الحقيقة؟
فوجئت ببعض الصحف تنشر تفاصيل مغلوطة ومتضاربة حول هذه القضية، فهناك من أكد أن قوات الشرطة اقتحمت منزلي وفتّشته، وهذا الأمر لم يحدث على الإطلاق، فأنا لست متهماً ولم تثبت إدانتي حتى تتعامل معي الشرطة بهذه الطريقة. كما أنني أريد أن أوضح أن المبلغ الذي اختلس من عملاء البنك لا يتعدى 363 ألف جنيه، وليس مليون جنيه كما يعتقد البعض. وكل ما يمكنني قوله الآن إنني وقعت ضحية لعملية نصب مخططة دبرها موظف في البنك، فأنا عميل صفوة ببنك الأهلي سوسيتيه جنرال منذ تسع سنوات، ولم يحدث بيني وبين هذا البنك أي خلافات، وكنت حريصاً على التعامل بشكل مباشر مع مدير الفرع... وفوجئت باتصال أحد مسؤولي البنك بي قبل شهر تقريباً لإبلاغي أن هناك مشاكل خاصة بحسابي، ولم يكن لديَّ وقت للذهاب إلى مدير الفرع لفهم ما حدث، وذلك بسبب انشغالي بالتحضير للعديد من المشاريع الفنية، واكتفيت بالتأكيد لهم أنني لا أحتفظ بإيصالات البنوك. واعتقدت وقتها أن المشكلة بسيطة وأن البنك سيتوصل الى حل لها، حتى فوجئت باستدعائي إلى النيابة واتهامي باختلاس 363 ألف جنيه من حسابات العملاء في البنك، إلا أنني أكدت للنيابة أنني أودعت المبلغ على دفعات، وأنني بريء من هذا الاتهام. واكتشفت بعد ذلك أن أحد موظفي البنك استولى على أموالي قبل تحويلها إلى حسابي، وحوّل المبلغ من حسابات عملاء آخرين.
- وما حقيقة عرض البنك عليك التسوية والتصالح مقابل التنازل عن مبلغ مالي من حسابك الخاص؟
بالفعل هذا حدث معي، فقد فوجئت بتلميحات من بعض المسؤولين في البنك بدفع مبلغ مالي معين مقابل التنازل عن البلاغ والتصالح، لكنني رفضت هذا الأمر بشدة، فهم اعتقدوا أن بإمكانهم تهديدي واستغلالي لمجرد أنني فنان مشهور، ففوجئوا بإصراري على استكمال التحقيقات لاكتشاف حقيقة الأمر، وحتى أثبت للجميع براءتي من التهم المساقة إلي.
- ما هي الإجراءات القانونية التي ستتخذها لإثبات براءتك؟
البراءة لم تعد هدفي الوحيد في الوقت الحالي، فهذا الأمر سهل وأنا واثق أنه سيتحقق خلال الأيام المقبلة، فالنيابة سوف تكتشف أن تعاملاتي المالية لم تختلف، وأنني لست مخطئاً أو مسؤولاً عما حدث. لكن هدفي الأكبر الآن هو مقاضاة هذا البنك الذي حاول تشويه سمعتي أمام جمهوري، ولن يهدأ لي بال حتى أسترد حقوقي المهدرة.
- هناك من أكد أن هذه القضية مُدبرة وأن أعداء نجاحك لفقوا الاتهام لك، فما تعليقك؟
كل شيء وارد، لكنني لا أستطيع أن أؤكد هذا الأمر لأنني لا أمتلك دليل إدانة ضد أي شخص، وكل ما يمكنني قوله الآن هو الحمد لله على كل شيء، فأنا واثق أن رب العالمين سيظهر براءتي لأن الحق معي.
- كيف وجدت تعامل وسائل الإعلام مع القضية؟
رغم استيائي الشديد من الأخبار المغلوطة التي نشرتها بعض الصحف، شعرت بأن قضيتي تحولت إلى قضية رأي عام، فالإعلام المصري والعربي كان حريصاً على كشف تفاصيل القضية، ولا أنكر أن هناك العديد من الصحف وقفت بجانبي وأعلنت دعمها لي، لأنها كانت واثقة من براءتي وسمعتي الطيبة.
- كيف استقبلت قرار حبسك لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات؟
انتابتني حالة من الصدمة، وكنت أشعر بأنني أعيش كابوساً مخيفاً جداً، لكن كان كل هدفي هو إثبات براءتي للجميع، والحمد لله نجحت في الخروج بكفالة بعد خمسة أيام فقط من حبسي، بعدما أكد وكيل النيابة المسؤول عن القضية عدم وجود دليل لإدانتي.
- وما أول شيء فكرت فيه بعد صدور هذا القرار؟
كنت أشعر بالرعب الشديد على والدتي، وكنت خائفاً عليها من الصدمة ومن تأثير هذا القرار على حالتها الصحية، كما شعرت بالقلق على زوجتي، فقرار حبسي وقع كالصاعقة عليها، فهي كانت واثقة من براءتي ولم تتوقع صدور هذا القرار، لذلك كانت لديَّ رغبة عارمة في التخلص من هذا الكابوس من أجل والدتي وزوجتي.
- كيف مرت عليك الأيام الخمسة في الحبس؟
رغم قلقي الشديد على عائلتي كما أكدت لك، جعلتني الفترة القصيرة التي أمضيتها في الحبس أكثر قرباً من الله عزّ وجل، فأنا كنت حريصاً على قراءة القرآن الكريم بشكل مستمر، وكنت أطلب من رب العالمين أن يظهر براءتي في أسرع وقت ممكن.
- لكن ألم تقلق من تأثير هذه القضية على نجوميتك ونجاحك؟
هذا الأمر لم يخطر في بالي إطلاقاً، لأنني واثق في حب جمهوري الحقيقي وثقته بي، فهو يعلم جيداً سمعتي الطيبة وتاريخي الخالي من الشبهات. فقد دخلت مجال الفن منذ أكثر من عشر سنوات، وطوال هذه الفترة والجميع يعلم جيداً أنني فنان محترم ولا يمكنني ارتكاب أي شيء يغضب المولى عز وجل مني أو يخالف القانون.
- من الفنانون الذين حرصوا على الاتصال بك ومساندتك في هذه المحنة؟
هناك عدد كبير من الفنانين كانوا معي منذ أول يوم تعرضت فيه لهذه الأزمة ولم يتركوني لحظة واحدة، وعلى رأسهم أحمد السقا وكريم عبد العزيز وغادة عادل وعلى إدريس وإيمان البحر درويش ومي سليم ومنذر رياحنة ومحمد نور ونادر حمدي، فهم ظلوا مع عائلتي طوال الوقت وأرسلوا أكثر من محامٍ لمتابعة القضية، بالإضافة إلى حرصهم على زيارتي طوال فترة حبسي.
- ولكنك فاجأت جمهورك من خلال صفحتك الخاصة على الفيسبوك بإعلانك عن تخلي العديد من الفنانين عنك في هذه الأزمة!
هذا صحيح، فرغم حرصي على بعث رسالة شكر وتقدير لكل شخص وقف بجانبي في هذه الأزمة، أكدت في الوقت نفسه حزني الشديد لتخلي بعض الفنانين عني، وأعلنت أنني لن أنسى لهم هذا الموقف. بصراحة شديدة رغم قسوة وصعوبة هذه التجربة، فقد جعلتني أكتشف المعادن الحقيقية لكل شخص كان يدعي أنه صديق لي.
- وهل من الممكن أن تكشف لنا أسماء الفنانين الذين تخلوا عني؟
لا أرغب في التحدث عنهم، وقررت تجاهلهم تماماً وعدم إعطائهم أي اهتمام، فهم خسروني بشكوكهم في براءتي وبتخليهم عني في هذه الأزمة.
- من أكثر شخص دعمك في هذه الأزمة؟
زوجتي، فأنا لا يمكن أن أصف حجم القلق الذي سيطر عليها بعد علمها بتورطي ظلماً في هذه القضية، فهي كانت واثقة من براءتي وأنني تعرضت لعملية نصب مدبرة، ولذلك كانت حريصة على الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام تؤكد فيها براءتي مما نسب إلي، وأن الحقيقة ستظهر قريباً، بالإضافة إلى تواصلها مع المحامين لإظهار الحقيقة.
- ماذا تعلمت من هذه التجربة المؤلمة؟
خرجت منها بالعديد من الدروس، وأهمها عدم إعطاء الثقة الكاملة لأي شخص مهما كان يدعي الإخلاص. كذلك تأكدت أنه كلما زاد نجاح أي فنان يتعرض للعديد من الحروب والتجارب الصعبة التي تحاول تدمير مشواره الفني والإساءة إليه، فالاستمرار في النجاح ليس أمراً سهلاً، بل يحتاج إلى شجاعة وقدرة على مواجهة المشاكل، بالإضافة إلى أن هذه التجربة أسقطت أقنعة الكثير من الأشخاص الذين كانوا يدعون أنهم أصدقائي. وكما أكدت لك أن هذه الأزمة كشفت لي المعادن الحقيقية للعديد من أصدقائي داخل الوسط الفني وخارجه، واكتشفت من يحبني بصدق وبإخلاص ومن كان يحاول التقرب مني وكسب صداقتي لمجرد أنني فنان ناجح.
- ما رأيك في البيان الذي أصدرته نقابة الموسقيين باتخاذها قراراً بحذف اسمك من النقابة في حالة إثبات تورطك في القضية؟
بعد خروجي من الحبس قرأت الكثير من الأخبار عن تفكير نقابة الموسيقيين بإلغاء عضويتي في النقابة، وبصراحة لا أثق بصحة هذه الأخبار، خاصة أن نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش أعلن دعمه قضيتي وثقته ببراءتي، بل وفوجئت بكتابته رسالة على صفحته الخاصة على الفيسبوك يعرب فيها عن حزنه الشديد لما حدث معي. في أي حال إذا ثبتت لي صحة هذه الأخبار، وإذا اكتشفت أن النقابة تخلت عني في هذه الأزمة، فأنا لن يشرفني وجودي فيها وسوف أطالب بسحب عضويتي منها على الفور. وكما أكدت من قبل لن أغفر لأي شخص تخلى عني في هذه المحنة.
- هل أثرت هذه الأزمة على مشاريعك الفنية؟
هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق، فهذه الأزمة لم تلغ مشاريعي الفنية كما قيل، ولن تعطل خطواتي المقبلة سواء في مجال الغناء أو التمثيل، فأنا لن أترك الفرصة لأعداء نجاحي لتحقيق أهدافهم في تعطيل مشواري الفني.
- هل استقررت على المسلسل التلفزيوني الذي ستخوض به سباق الدراما الرمضاني المقبل؟
عرض عليَّ خلال الفترة الماضية العديد من السيناريوهات، إلا أنني لم أستقر سوى على المشاركة في بطولة ثلاثة مسلسلات منها، ولا يمكنني الإفصاح عن أي تفاصيل في الوقت الحالي، وكل ما يمكنني قوله إنني أقدم دوراً مميزاً في كل مسلسل أشارك في بطولته.
- وماذا عن السينما؟
أقرأ في الوقت الحالي أكثر من سيناريو، إلا أنني لم أتخذ أي قرار، فأنا لا أرغب في المشاركة في فيلم لمجرد الوجود في الساحة السينمائية، بل أريد المشاركة في عمل هادف ومتكامل العناصر، حتى ينجح في الحصول على إشادة النقاد وأيضاً في جمع إيرادات كبيرة.
- معظم أعمالك تعتمد على البطولة الجماعية، ألا تشغلك البطولة المطلقة؟
البطولة المطلقة لم يعد لها وجود في الوقت الحالي، ولم تعد قادرة على تحقيق النجاح، وهذا ما حدث في موسم الدراما الرمضاني الماضي، فكل المسلسلات التي اعتمدت على نجم واحد لم تتمكن من الحصول على نسبة مشاهدة عالية وكان مصيرها الفشل، لذلك أرى أن انتماء المسلسلات أو الأفلام الى نوعية أعمال البطولة الجماعية أصبح عنصراً أساسياً لضمان النجاح.
- كيف كانت ردود الفعل على دورك في فيلم "مصور قتيل"؟
الحمد لله، الفيلم نجح في الحصول على إعجاب الجمهور وتحقيق إيرادات جيدة، بالإضافة إلى إشادة عدد كبير من النقاد الذين أكدوا إعجابهم بفكرة الفيلم، وأنا سعيد بالنجاح الذي حققه رغم عرضه في توقيت صعب وفي ظل توتر الأحداث السياسية.
- هل بدأت التحضير لألبومك الغنائي الجديد؟
قررت تأجيل التحضير للألبوم من أجل التفرغ الكامل لألبوم فريق "واما" الذي سنعود به إلى الساحة الغنائية بقوة بعد غياب عن الجمهور استمر سنوات طويلة، بسبب انشغال كل عضو في الفريق بأعماله الفنية الخاصة. وبدأنا اختيار الأغاني التي سيتضمنها الألبوم، وسنستعد خلال الفترة المقبلة للدخول في مرحلة التسجيل. وبعيداً عن ألبوم "واما"، اخترت أغنية جديدة سوف أسجلها وأصورها فيديو كليب لعرضها على القنوات الفضائية خلال الفترة المقبلة.
- ما هي الألبومات التي نالت إعجابك في الفترة الأخيرة؟
لم أسمع سوى أغاني ألبوم "يا أهل العرب والطرب" للنجم محمد منير، فهو ألبوم أكثر من رائع نجح في إنعاش سوق الكاسيت، وتضمن العديد من الأغاني التي تحمل رسائل جميلة وهادفة. وبصراحة أحلم بتقديم دويتو غنائي مع النجم محمد منير الذي أعتبره من أفضل مطربي الوطن العربي.
- لكن ما رأيك في الهجوم الذي شنه الفنان محمد منير على الفنانين المشاركين في لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب واتهامهم بالإفلاس الفني؟
رغم احترامي الكامل للفنان محمد منير، أختلف معه في هذا الأمر، فبرامج اكتشاف المواهب التي عرضت في الفترة الأخيرة وشارك في لجان تحكيمها مطربون، كانت تهدف إلى مساعدة الأصوات المتميزة والمواهب الحقيقية للخروج إلى النور، وهذا ما حدث في برنامج "The Voice"، فمن خلاله تعرفنا على العديد من الأصوات الجميلة، كما أن وجود شيرين عبد الوهاب وصابر الرباعي وكاظم الساهر وعاصي الحلاني عزّز أهمية البرنامج، ونجح في زيادة عدد مشاهديه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024