تانيا صالح: أهدف إلى نشر اللغة العربية بين الشباب
من أجل الجنسية والوطن واللغة العربية، من أجل ولديها والجيل الجديد، لا تزال مستمرة في الغناء. أعمالها فنية ولكنها ليست تجارية، ارتأت أن تقدم «تقاطع» بين الشعر والصورة والموسيقى، وبين عمالقة الشعر العربي في المئة سنة الأخيرة.
تشير الفنانة اللبنانية تانيا صالح إلى أن تلحين «القصيدة الدمشقية» كان الأكثر صعوبةً، ولكنها كانت أول عمل أنجزته في مشروعها السمعي-البصري «تقاطع».
في هذا الحوار، تتحدث تانيا عن ألبوم «تقاطع» الذي أصدرته بعد غياب دام ثلاث سنوات، والقصائد التي استعانت بها والصعوبات التي واجهتها في إصداره.
- لماذا الغياب لثلاث سنوات؟
لأن الألبوم يحتاج الى جهد مكثف. قرأت العديد من قصائد الشعر، ولم أكن أعلم أي نوع من الشعر سأختار، ذلك أن في الشعر العربي كنوزاً.
بدأت بالشعر الجاهلي، وأذكر جيداً كيف كان يبهرني الشعر الجاهلي حين كنت لا أزال طالبة في المدرسة، لكنني وجدته صعباً، والجمهور لن يفهمه.
أبو نواس جريء جداً، وأدركت أن الشعر في العصر العباسي شهد انفتاحاً وحتى في صدر الاسلام، ولكن إذا كنت سأتحدث عن العالم العربي فهذا يعني أنني سأتناول المئة سنة الأخيرة، فبحثت عن شعراء تحدّثوا عن الشارع العربي في هذه المرحلة من خلال ما قرأته.
لم أكن أعرف أن لنزار قباني أشعاراً لا تخص المرأة، وكذلك الأمر في ما يتعلق ببيرم التونسي... لا يمكنني أن أدخل مشروعاً كهذا من دون الاستعانة بأعمال جبران خليل جبران، فاخترت «ليس في الغابات عدل»، والعدل غير موجود في العالم كله، وليس في لبنان أو العالم العربي فقط.
- من جديد تجمعين اليوم الفن بالسياسة! حتى من خلال اختيارك للشعراء ومن بينهم أحمد فؤاد نجم شاعر الثورة!
أيضاً، لا يمكن هذا العمل أن يكتمل من دون أحمد فؤاد نجم، فهو في غاية الجرأة، واخترت قصيدة تحتّم على من سيأخذ حقه النزول إلى الشارع. وبالنسبة الى السياسة، فقد تربيت في بيت يتناول أفراده هذه المواضيع ويحرصون على متابعة الأخبار، كما كان والداي صحافيين، وأبي يسافر الى الدول العربية ويكتب تقارير عنها، وبالتالي كنا مطلّعين على الأوضاع في مختلف الدول العربية وليس في لبنان فقط.
دائماً أسأل نفسي: لماذا نحن كعرب مشرذمون، علماً أننا نتحدث لغةً واحدة! وأعتقد أنه لو كُتب لوالدي البقاء حياً لكان أفرحه هذا الألبوم كثيراً.
- «من أين أنا، لا أدري؟ أوَليست لي جنسية؟»... لماذا هذا الشعر اليوم؟
هذه القصيدة لعبدالله البردوني، وهو شاعر يمني، وكتبها بينما كان يعيش خارج اليمن، ولكن في الوقت نفسه كانت القضية الفلسطينية في تلك المرحلة تشغل بال الشعوب العربية كثيراً.
اخترتها اليوم لأننا لا نزال نواكب القضية الفلسطينية، ليس الفلسطيني وحده من يعيش هذه المأساة، بل كل إنسان عربي يهاجر يتملّكه هذا الشعور. ورغم ثقافة العربي وحضارته، لم يعد هناك من يقدّر قيمة ذلك، والمشكلة تكمن فينا كما في العالم الغربي الذي يود طمس معالم ثقافتنا وتهميشنا، ويسعى لإبقاء الحروب مستعرة في منطقتنا، لكن لماذا؟ لا أحد يملك جواباً لذلك.
- تعاونت مع جومانة حداد وهي شاعرة جريئة...
أردت أن أجد شاعرة معاصرة ومعروفة أوروبياً، فهذا يساعد الألبوم. جومانة امرأة قوية، حتى وإن لم نتفق معها في كل ما تقوله، لكننا نحترم أسلوبها الواضح والجريء والسلس في التعبير عن نفسها، بخاصة قصيدة «ليليت» التي تشير إلى الذكورة التي تحكم كل مجتمعات العالم، فكلمات هذه الأغنية تعبّر عن المجتمع الذكوري، وبالتالي لم يعد هناك سبب لأن تبقى المرأة جزءاً من الرجل طالما أنهما سواسية في الحقوق والواجبات.
- هل نعيش فعلاً في مجتمع ذكوري؟
بالتأكيد، والأمر لا يقتصر على لبنان أو العالم العربي. نسبة النساء في مراكز القوة في العالم ضئيلة، حتى في نيويورك أُجريت منذ فترة دراسة أثبتت أن لا تكافؤ في الفرص أو الأجور بين الذكور والإناث. وأعتقد أن المجتمع الذكوري طاغٍ، لأننا كنساء أضعف من الناحية البيولوجية.
- مزجت بين شعر بدر شاكر السيّاب وصلاح جاهين، لماذا اخترت «الدنيا ربيع» وهي أغنية غنّتها سعاد حسني؟
في خلال قراءتي للقصائد، وجدت قصيدة «السندباد» لبدر شاكر السيّاب، وبما أن الشعب المصري متضايق من أن ثورتين لم تُحدثا أي تغيير على أرض الواقع، لم أرغب في تقديم أغنية تطغى عليها السوداوية إلى هذا الحد، وكان من المفترض أن أختتمها بشيء فرح، ففضلت الاستعانة بـ «الدنيا ربيع» كي ننسى همومنا.
أما «لا سلام ولا كلام» فحزينة جداً، لأنها تجسد مرحلة معينة سوداء في تاريخ لبنان، وحتى سوريا ليست في أفضل حالاتها، وهدفت من خلال هذا الألبوم أن أسلّط الضوء على مشاكلنا وعدم اتفاقنا في العالم العربي رغم تشابهنا وتحدّثنا اللغة نفسها، فلننظر إلى الاتحاد الأوروبي، فدوله لا تتكلم اللغة نفسها، ورغم ذلك نجدهم متوافقين في الآراء، فلنجتمع معاً كعرب بعيداً من السياسة، ولنتفق في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية.
- ألم يقلقك الغناء بالفصحى واختيار هذه الألوان من الشعر؟
بالتأكيد كنت قلقة، فأولادي لا يقرأون الفصحى ويعتبرون أن اللغة العربية لا تواكب العصر، علماً أنهم يجيدون التحدّث بها، ففكرت أن أولادي وأصدقاءهم ليسوا منفتحين على اللغة العربية، ولكن في الوقت نفسه نرى فن الشارع يُكتب بالخط العربي، وذلك في مختلف الدول العربية وبأيدي شباب عرب، أي أن الجيل الجديد يرغب في التعبير عن نفسه باللغة العربية، مما حمّسني لتقديم أشعار بطريقة مخفّفة وسلسة، وتدفع المستمع للرقص على أنغام الأغنية، لأنه لن يستمع إليها إذا كانت كلاسيكية، وبالتالي علينا أن نرضي جيل الشباب.
- صوّرت كليباً يجمع أغنيات الألبوم بأكملها، وقمت بجولة في مختلف الدول العربية... بالتأكيد كانت تكلفته عالية!
بالفعل، لم تكن تكلفة الكليب وحده عالية، بل الألبوم أيضاً. عملت مع شركة KKV النروجية، وذلك بعد أن قدّمت لهم مشروعاً سمعياً- بصرياً. إلى جانب الشعر العربي، هناك فن الشارع أيضاً مع الموسيقى الالكترونية التي استعنت بها في الألبوم.
سألت المنتج إيريك هيلستاد ما إذا كان مهتماً بإنتاج الألبوم، فاستمهلني للوقوف على رأي وزارة الثقافة النروجية، وبالفعل حصلنا على الموافقة، وأعطونا مبلغاً من المال لتغطية نفقات الألبوم والكليب.
وقد اخترت مصر والمغرب وتونس ولبنان لأنها دول تمثّل ثقافتنا الفنية وتنعم بالسلم بعيداً من الحروب وتتميز بالفنون السمعية والبصرية. حتى في فن الشارع، رسمت وعدداً من الشبان والفنانين المغاربة والتوانسة واللبنانيين.
- هل ترسمين فعلاً؟
لقد درست الرسم في فرنسا، ولكنني لم أعمل في هذا المجال، لأن على الرسام أن يتفرغ للرسم. في ما يتعلق بفن الشارع، أعجبتني الفكرة لأنها لا تتطلب وقتاً طويلاً ويمكنني أن أعبّر من خلالها عما يجول في خاطري. الفن بالنسبة إليّ هو ما ترسمينه لأنك تحبّينه.
- لماذا رسمت لوحة امرأة على رأسها كتب، وكتبت «اقرئي»؟
لأن أول آية نزلت على النبي محمد (ص) كانت «إقرأ»، ولكننا اليوم بحاجة الى الطلب من المرأة أن تقرأ. إذا لم تتعلم المرأة فلن يتقدم جيل المستقبل، فهي التي ستربّي أولادها. ومن واجبها أيضاً أن تقرأ عن تاريخ المرأة والنساء اللواتي كنّ في مراكز القوة، وتسترجع قوّتها، وهذا الأمر لا لنختلف مع الرجل بل ليعي أن لنا وجوداً في هذا المجتمع.
- كيف أقنعتِ KKV بالألبوم، علماً أن الألبوم ليس تجارياً؟
أولاً، هذه الشركة لا تُنتج أعمالاً تجارية، حتى أنها لم تهدف إلى الربح من خلال إصدار ألبومي، إذ ثمة شركات ومؤسسات تحقق أرباحاً من إنتاجات وأعمال أخرى، وتخصّص جزءاً من تلك الأرباح لأعمال فنية وثقافية، وتسعى لإنجاح مشروعها، لا أن يدر عليها الأموال.
- في أغنية «لا سلام ولا كلام» عبارة تقول «عم تحلم بالسلام وعايش من قلّة الموت»، هل يتنافى مطلب السلام والحرية مع الفقر؟
بالتأكيد، لن أملك الوقت للمطالبة بالحرية والسلام فيما أبحث عن تأمين لقمة عيشي، لذلك لم تنجح الثورات في العالم العربي. وخلال كتابتي لكلمات الأغنية، كنت أتحدث عن الشعب السوري، الذي يحلم بالسلام ولا يمكنه العيش ولا حتى الموت، فهو لا يزال على قيد الحياة بالصدفة.
- ماذا عن «سنحلم»؟
«سنحلم» لنازك الملائكة فكرتها جميلة، فهي تتحدث عن حلم العودة إلى الماضي لا الحلم بالغد... الماضي الذي كان الحب فيه حقيقياً والتواصل مع الخالق مباشرةً، حتى عندما نفكر ببابل، وبلاد ما بين النهرين حيث مهد الحضارات، إذ إن نازك عراقية، ومن الجميل أن ينظر الناس إلى هذه الحقبة المزدهرة، لا أن تقتصر نظرتهم إلى الدمار والخراب.
- هل استأذنت أصحاب العلاقة في ما يتعلق بالقصائد؟
بالتأكيد، استأذنت مؤسسة محمود درويش، ورثة نزار قباني وصلاح جاهين، ويونس الابن وابنة أحمد فؤاد نجم، ولكن كل من مرّ على وفاته أكثر من خمسين عاماً، نستطيع أن نغنّي قصائده من دون استئذان ورثته، مثل جبران خليل جبران، بدر شاكر السياب، بيرم التونسي ونازك الملائكة.
- ما الصعوبات التي واجهتها في تحضير الألبوم؟
من الصعب أن يتم تلحين الأشعار لهؤلاء العمالقة، ولكنني في قرارة نفسي قلت إذا لم أخطُ هذه الخطوة فلن تصل هذه الأشعار إلى الجيل الجديد. وعندما يعمل الملحن بإحساس صادق فسيصل هذا الإحساس بالتأكيد.
عادةً، أُلحّن اللحن الأساسي، ولكن لا أدّعي أنني أستطيع القيام بالتوزيع الكلاسيكي، بل أتعاون مع ذوي الخبرة في هذا الموضوع. هذه المرة قررت أن تكون الموسيقى الكترونية، واستعنت بخليل جدران وهو من أفضل موزعي الموسيقى الالكترونية في العالم، وهو تونسي يعيش في مونتريال-كندا.
بذل مجهوداً كبيراً وعمل من كل قلبه، لأنه وثق بهذا العمل، وأضاف خطابات عبدالناصر وأضفى أجواء مميزة على أغنيات الألبوم.
- كيف استطعت أن تكون كل أغنية قصّة بمفردها، من ناحية اللحن وأسلوب الغناء، علماً أنك أنتِ من اختار وغنّى ولحّن؟
وراء هذا الألبوم قصة غرام قوية بدأت مع قصيدة محمود درويش، التي يتحدث فيها عن الحب وقوته، وهي القصيدة الأولى التي اخترتها للألبوم.
استمعت إلى قصائد كثيرة، ولحّنتها وكنت أسمعها في اليوم التالي للتأكد مما إذا كان اللحن مكرراً أم لا، وإذا حفظته أو سيرسخ في ذهن المستمع.
كما كنت أطلب من والدتي أن تستمع إلى الألحان التي أحضّرها، لأنها مستمعة دائمة للأغنيات منذ أيام الموسيقار محمد عبدالوهاب ومحمد القصبجي (رحمهما الله)، وإذا قالت إنها سمعت اللحن من قبل، ألغيه فوراً. أعتقد أن من الضروري الاستعانة باللحن الشرقي وربع الصوت إذ لا يجوز الاعتماد على الغيتار الالكتروني فقط.
- هل درست التلحين؟
لا، لكن منذ خمس سنوات تقريباً درست «الصولفيج» وحاولت أن أتعلّم العزف على البيانو، لكنني وجدت صعوبة في ذلك، لأن أصابعي لن تعد ليّنة مثل صغار السن، ولم يكن في استطاعتي تعلّم الموسيقى في صغري لأننا كنا نعيش في زمن الحرب.
ومع ذلك، يمكنني أن أُلحّن على البيانو وبالصوت أيضاً، ولكن هذا لا يكفي، لأننا بحاجة إلى نوتة موسيقية، وفي هذا المجال أتعاون مع بودي السعدي.
- يُقال إن الفن والحرب متلازمان، ألاّ تعتقدين أن الحرب هي التي أسّست الثقافة الفنية والسياسية الموجودة في شخصيتك والأغنيات التي تقدّمينها؟
بالفعل، خلال مرحلة الحرب كنا نجلس في المنزل ونقرأ ونستمع إلى نشرات الأخبار، الموسيقى الفرنسية والإنكليزية وموسيقى الرحابنة وغناء فيروز... ربما هي التي شكّلت شخصيتي هذه.
- هل يمتلك ولديك الموهبة الفنية؟
أعتقد أن الاثنين يملكان الموهبة الفنية ولكنها ليست الموهبة الوحيدة، إذ إن ابني البكر يدرس الهندسة الالكترونية وسيُكمل في هذا المجال، والصغير يحب السينما والفن والرسم، ولكنه يحب المجال العلمي أيضاً، وأتمنى أن يخوضا المجالين معاً، لأن مجتمعنا لا يدعم الفنان كثيراً.
- في حفل توقيع الألبوم، قلتِ لي إنك ما زلت تعملين في الفن من أجل ولديك، فكيف؟
ربما ليلتفتا إلى هذا الإنسان الذي أصدر أغنية عاشت أكثر من خمس دقائق وسمعها جيل تلو الآخر، ولكي يفتخرا بعائلتهما التي لم تجلس في البيت صامتةً، بل مشت عكس التيار، وليتعلّما أن للمرأة وجوداً والكلمة ليست للرجل وحده.
- حدّثينا عن موقف والدتك من الألبوم؟
والدتي أصعب شخص يمكن أن يسمع الألبوم ويبدي رأيه فيه. أعجبها واعتبرت أن معظم الأغنيات شرقية بما أنها تحب اللون الشرقي كثيراً. كما أسعدها اختيار الشعراء، فهي تحبّهم جميعاً، ولا بد من أنني تأثرت بما سمعته في البيت.
- لماذا أطلقت عنوان «تقاطع» على الألبوم؟
كنت سأطلق على الألبوم عنوان «بنت الشارع»، ولكن المنتج وخليل جدران لم يوافقا، ففكرنا بأن هذا المشروع هو تقاطع بين الرسم والموسيقى، ثم إنه تقاطع في فكرة واحدة بين شعراء من مراحل مختلفة، وهي الإنسان. كان هناك تقاطعات عدة مهمة.
- كيف وجدت أصداء الألبوم؟
الألبوم عبارة عن عمل سمعي-بصري، أحب الجمهور التجديد كما أن العديد من الناس حضروا مع أطفالهم حفل التوقيع ليستمعوا إليه. أسعدهم أن هذه الأشعار لُحِّنت، حتى إحدى صديقاتي أخبرتني أن ابنتها سألتها عن معنى جنسية ووطنية، وأعتبر ذلك إنجازاً، وهو هدفي. كتبت الصحافة عن الألبوم في ألمانيا والنروج، وسأحيي حفلة في السويد وأخرى في دبي الشهر المقبل، وحفلة في النروج في آذار/مارس. أعتقد أن عدد الحفلات المتتالية يعني أن أصداءه وصلت بسرعة، وفي أواخر العام سأحيي حفلة في فرنسا.
- ما الأغنية التي غيّرتِ لحنها أكثر من مرة؟
«القصيدة الدمشقية» و«سنحلم»، لأن شعر نزار قباني يقلقني والقصيدة ثقيلة وحزينة، ولا يمكننا أن نُدخل إليها أجواء الفرح، وكان جلّ همي أن أجد لحناً سلساً، و«سنحلم» كنت أرغب في تغيير لحنها، أما في الجانب التقني فهناك رحلة أخرى لتركيب الأغنية، إذ أخذ خليل جدران المجموعة ووزّعها وأدخل إليها بعض المقاطع بالصوت، واستغرقت «القصيدة الدمشقية» وقتاً أطول.
- والأغنية التي فاجأتك أكثر بعد أن أُنجزت؟
«القصيدة الدمشقية» دوّختني، وذلك بعد أن أرسلها إليّ خليل جدران عقب التوزيع والميكساج، وكانت إشارة إلى أن هذا الرجل هو الموزع الموسيقي الصحيح الذي تعاملت معه.
- كيف وقع خيارك على خليل جدران؟
شاهدته في حفل في النروج، وكان يشاركه VJ وهو يلعب الموسيقى الالكترونية. أحببت الموسيقى البصرية المأخوذة من الأخبار وكلام إدوار سعيد وشعر يردّده نزار قباني، تم تصميمه بطريقة محترفة، ولذلك اعتبرت أننا نستطيع التعاون معاً، لأنه محترف في الفن السمعي-البصري، كما أنه يملك مواهب عدة، ويفهم جيداً اللغة العربية والموسيقى والصورة، وبالتالي قررنا أن نعمل معاً، وتبادلنا الرسائل عبر البريد الالكتروني ثم التقينا في تونس، واتخذنا القرار النهائي بعد أن استكملنا الإجراءات مع المنتج، وهكذا وُلد الألبوم.
- أنتِ شخصية هادئة ولكن أعمالك جريئة، ماذا عن الجرأة في شخصيتك؟
في صغري كنت هادئة جداً، وكان يطلب مني زملائي دائماً أن أبادر وأسأل الأستاذ وأتلقّى رد فعله. ورغم العواقب، كنت أجرؤ على القيام بذلك، وبالتالي أستطيع أن أطرق باب القضايا الحياتية التي تتعلق بالمرأة وحقوقها. ربما الجرأة كانت في انتقادي أسلوب الحجاب غير الملتزم، كما انتقدت النقاب.
- ماذا عن التابوت الذي تحمله العائلة في صور الألبوم وكُتب عليه «الوطن»؟
تمثل هذه الصورة عائلة هاجرت من وطنها وحملته على ظهرها وكأنه ميت، وقد عرضت هذه الصورة في أوسلو وهي تمثل أي عائلة في العالم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024