تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نادين نسيب نجيم: لا أسامح والفشل لا يخيفني والإطراء يشعرني بالخجل

• سترة مطرزة Funfair • سروال من الجلد • حذاء DuoHeel •  قميص من الحرير الأصفر الكل من Fendi

• سترة مطرزة Funfair • سروال من الجلد • حذاء DuoHeel • قميص من الحرير الأصفر الكل من Fendi

• فستان مطبّع بالأزهار  من Fendi

• فستان مطبّع بالأزهار من Fendi

• فستان من الحرير الأصفر • حذاء Pearls and Bows الكل من Fendi

• فستان من الحرير الأصفر • حذاء Pearls and Bows الكل من Fendi

• فستان من الحرير الأصفر • معطف Prince of Wales مزين باللآلئ الكل من Fendi

• فستان من الحرير الأصفر • معطف Prince of Wales مزين باللآلئ الكل من Fendi

• سترة Funfair مطرزة • سروال من الجلد •  قميص من الحرير الأصفر • حذاء DuoHeel الكل من Fendi

• سترة Funfair مطرزة • سروال من الجلد • قميص من الحرير الأصفر • حذاء DuoHeel الكل من Fendi

وصفتها الصحف البوسنية بـ«الملكة السمراء من الشرق الأوسط»، وحصدت ألقاباً عدة خلال مسيرتها في عالم الدراما، لتصبح الرقم الصعب وتخطف الأضواء في كلّ عمل تقدّمه أو أي مناسبة تحضرها. نادين نسيب نجيم، بين التمثيل والجمال والموضة والأمومة، صفحات نقلّبها معها في نهاية عام 2017، ونفتح معها أوراق الـ 2018 ونكشف مخاوفها من العمر والنجاح والفشل، ونتوقّف عند منعطف «الهيبة» وتجربة «طريق» المقبلة التي تُعيدها إلى ثنائيتها مع عابد فهد. نادين نجيم، نجمة العدد 900 من «لها»، تشاركنا تجربتها مع FENDI في جلسة تصوير احتفالية بالعام الجديد تضجّ بالأنوثة ويتخللها حوار إنساني- مهني بامتياز.

Photoshoot Producer: ميشال زريق
ستايلست: جوني متى
الأزياء: دار FENDI


- نحتفي معك اليوم بالعدد 900 والأعوام السبعة عشر على انطلاقة «لها»، هل كنتِ تتخيّلين نفسكِ قبل 17 عاماً أن تصبحي نجمة الدراما ومحطّ أنظار الملايين؟
بكلّ أمانة، منذ 17 عاماً كنت لا أزال طالبة على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية. لم أكن أفكّر في خوض هذا المجال، وكلّ ما كنتُ أحلم به هو أن أصبح ملكة جمال لبنان. لم أتخيّل في تلك المرحلة أن أتصدّر يوماً أغلفة المجلات في مناسبات احتفالية. لم أكن أحلم بهذه الشهرة والنجومية. اللقب الجمالي كان يعني لي كثيراً، وكرّت سُبحة الأعمال لأجد نفسي بعدها في مجال التمثيل، بسبب شخص اكتشفني ودعمني وقال لي إنّ هذا المكان يليق بي، وهو الأستاذ شكري أنيس فاخوري، فلولا وجوده في حياتي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.

- نادين نجيم ممثلة جميلة ومحظوظة أم ذكية وتخطيطها استراتيجي؟
بالتأكيد ذكية وصاحبة تخطيط استراتيجي... من دون ذكاء لا يُمكنكَ أن تخطّط وتنجح، ويجب أن تكون لكَ أيضاً رؤية للمستقبل، والأهم أن تختار خطواتك ومشاريعك بطريقة صحيحة.

- في نهاية 2017، جردة حسابات نادين نجيم هل تتضمن تقييماً لـ«الدعسات الناقصة» أم تعزيزاً لمواقع النجاح؟
الإيجابي يبقى إيجابياً وواضحاً ولا يحتاج الى تقييم، ولكن الشخص الذي يُريد أن يطوّر نفسه ويطمح الى المثالية والتميّز، فهو حتماً يتوجب عليه أن يبحث عن السلبيات التي مرّ بها، يدرسها ويتعلّم منها، ويُمكن أن تكون «الدعسة الناقصة» في مقابلة، حديث، دور، أو أي تفصيل معيّن، أتعلّم منها لأتفادى الأخطاء في ما بعد، وأنا أراجع نفسي في هذه المسائل دائماً.

- هل تخافين الاعتراف في قرارة نفسكِ بالفشل؟
لا أخاف من الفشل. كلّ إنسان معرّض للفشل والسقوط، خاصّةً الأشخاص الناجحين، فهو محطة لا بدّ من أن يواجهونها في حياتهم، وقد لا يكون ذلك بالضرورة فشلاً ذريعاً، بل نجاحاً أقل من سلفه، أو إطلالة غير موفّقة، وهذا الجميع معرّضون له. ولكنّ الشخص الناجح يجعل من الفشل محفّزاً ونقطة تحوّل في مسيرته. عندما نقع، نتعلّم درساً فننهض من جديد لتكون رحلة الصعود أقوى من ذي قبل. عندما تتعلّم كيف تقف على قدميكَ بعد السقوط ومن دون مساعدة أحد، تكون بذلك قد نجحت وتفوّقت. وقد نضطرّ أحياناً لدخول نفق الفشل أو السقوط في المجهول حتى نتطلّع إلى الأمل في النهاية.

- حضرتِ أخيراً حفل دار بولغاري مع الجميلة بيلا حديد، خطفتِ الأضواء أكثر من أي ممثلة عربية أخرى، هل هذا الأمر عفوي أم مدروس ومخطط له؟
على الإطلاق... أنا لا أخطط لشيء عندما أكون في أي مناسبة، لأنني أثق تماماً بالقائمين على المناسبة ومتأكدة من أنّهم يعرفون مكانتي وقيمتي وسأكون في المكان الصحيح. ولكن عندما أدخل إلى أي حفل أو مناسبة أو عشاء، ألاحظ أنّني أسرق نظر الحاضرين وعدسات المصوّرين، وهذا يعود الى عوامل كثيرة من بينها الشهرة والـ Attitude وشخصيتي العفوية... أملك وهجاً يُلاحظه الكثيرون. وهذه الصفات تولد بالفطرة مع الإنسان فتسم شخصيته... لستُ من الذين يلهثون ويُحضرون من يُصفّق لهم، فالنجاح الحقيقي هو أن يتبعكَ ويرصدك أي شخصٍ كان. كُن على يقين أنّني أتصرّف بتلقائية في أي مناسبة أحضرها، وهذا يُضفي بريقاً على حضوري.

- نادين بصراحة... هل أصبحتِ تشكّلين عقدة للممثلات زميلاتكِ أم أنك مصدر إلهام لهنّ ولسيّدات كثيرات خارج الوسط الفنّي؟
«ما حدا بيتعقّد إلّا اللي عندو عقدة»... أرى في نفسي واستناداً الى  ما ألاحظه من حولي أنّني مثال تحتذي به فتيات وسيدات كثيرات. أما بالنسبة الى الممثلات فهذا الأمر يعود إليهنّ. أنا من اللواتي يتمثّلن ويقتدين بممثلات عربيات وأجنيات كثيرات، وهذا أمر مهمّ، لأنّ الناجح يتعلّم من نجاح من سبقه ويفرح له، والناجح يُساعد الآخرين على سلوك طريق النجاح.

- لطالما كانت شامتكِ موضة في سنواتٍ مضت... اليوم ما هي Trend نادين نجيم المُتبعة؟
بكلّ صراحة، لا تزال الشامة هي الموضة الأكثر رواجاً وTrend من إطلالاتي... فوجئتُ أخيراً بمدوّنات موضة كثيرات لا يملكن شامة ويرسمنها اليوم في موضع شامتي نفسه، وهذا يُشعرني بالفخر والسعادة. فشامة مارلين مونرو كانت مقلّدة، وحتى شامة سيندي كروفرد... واليوم شامتي باتت موضة رائجة أكثر فأكثر.

- تتحدّثين عن مدوّنات الموضة اللواتي تُطلق عليهنَ صفة «مؤثرات»، هل أنتنّ النجمات مؤثرات حقيقيّات أكثر منهنّ؟
كلّ شخصية مشهورة هي شخصية مؤثرة في الناس، والجيل الصاعد اليوم يرانا ويتأثر بنا وبأزيائنا وتصرّفاتنا ويُتابعنا على الدوام، وهذه مسؤولية كبيرة. ثمة فتيات كثيرات متأثرات بي، وهذا يُحمّلني مسؤولية كبيرة، وبُتّ أنتبه إلى نفسي أكثر في مواقف عدة حتى أكون قدوة لكلّ من يُتابعني.

- تتواجدين أخيراً مع الكثير من مدوّنات الموضة ونجمات الإنستغرام، هل ترين أنّ نجوميّتهنّ وشهرتهنّ باتت تهزّ عرش نجومية المغنيات والممثلات في تعاونهنّ مع الدور العالمية ومناسبات عدة؟
الأمر بعيد كلّ البُعد عن ذلك ولا يُقاس بهذه الطريقة. هنّ اليوم بالنسبة الى الدور والمناسبات بمثابة أداة تسويق وترويج محصورة في إطار محدّد، وهذه ليست حالي وحال الكثيرات من الممثلات أو المغنّيات، فنحن سفيرات للماركات والدور العالمية. علاقتنا معهم لا تقتصر فقط على جلسات التصوير وتقاضي المال مقابل كل منشور على السوشيال ميديا، فأنا اليوم أمثّل الدار وأعكس صورتها ولستُ لأسوّق لها. فعلى سبيل المثال، وفي تعاوني مع دار بولغاري، أنا سفيرتها في الشرق الأوسط، فيما بيلا حديد سفيرة حقائبها، على عكس المدوّنات اللواتي يتمّ التعاون معهنّ للترويج لمنتج معيّن. فمثلاً، كُثُرٌ يتذكّرون مونيكا بيلوتشي في إعلان دار كارتييه، وهي باتت من عائلتها.

- في الحديث عن السوشيال ميديا، هل تنزعج نادين نجيم من تداول فيديوات قديمة لها أو صور من سهرات خاصة مع الأصدقاء؟
إطلاقاً... لأنني لا أقوم بأي فعل خاطئ، ولا أتأثر بما يُنشر. فالناس يحبّون الأحاديث والفيديوات والتعرّف إلى تفاصيل حياة الآخرين، و«بيحبوا يحكوا»... ولا تنسَ أنّهم يتابعونكَ من خلف الشاشة، فلا تعرف من هو الحقيقي ومن هو الكاذب أو المدسوس أو الذي يُريد الكتابة بدافع شخصي... لذا لا أكترث لما يُقال، وأعيش حياتي كما يحلو لي لكن بضوابط معيّنة، وها نحن نرى النجوم الأجانب يعيشون حياتهم ونصفّق لهم، فلمَ لا يحق لنا أن نعيش حياتنا مثلهم؟!

- في العودة إلى الدراما، أنتِ خارج «الهيبة» هذا العام... هل لأنّكِ اكتفيتِ بنجاح جزءٍ واحد أم السبب كما يُحكى اليوم عن عدم وجود خط بطولي للوجوه النسائية في العمل، رغم دخول فاليري أبو شقرا ونيكول سابا إلى العمل؟
عندما تُشاهدون العمل في رمضان 2018، ستعلمون لماذا نادين نجيم غائبة عن أحداثه، ولكن حالياً لا أستطيع الكشف عن تفاصيل إضافية حتى لا تحترق صورة العمل. ولكن «عليا» في «الهيبة» ليس في مقدورها أن تتابع، فالقصة ذهبت في اتجاه جديد، وهناك شخصيات جديدة دخلت إلى العمل.

- ولكن، ألم تستطع شركة الصبّاح والكاتب هوزان عكو عقب النجاح الكبير لثنائيتكِ مع تيم حسن خلق استثناء وخط خاص لكِ في القصة؟!
(تقاطعني)... أنتَ محقّ وأوافقكَ الرأي... ولكن لا جواب عندي للسؤال الذي سبق وطرحتهُ على نفسي... الحياة تستمرّ بالطبع، وأنا من مناصري القول الشهير: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». وتأكّد، لو أن الله كتب لي المتابعة في «الهيبة» فهذا سيكون لمصلحتي، لكن قُدِّر لي العكس، وهذا أيضاً يصبّ في مصلحتي، وأنا أثق بقوة في ما أقدّمه.

- ما الذي خسرته نادين نسيب نجيم في «الهيبة»؟
لم أخسر شيئاً... لم أكن أتخيّل أنّني تركتُ أثراً في الناس إلى هذا الحدّ... فقد لمستُ ذلك بعد اعتذاري عن الجزء الثاني، وحتى اليوم هناك حملات على «تويتر» تُطالب بعودتي إلى العمل.

- سأطرح السؤال بصيغة مختلفة، دوركِ كان مسطّحاً أكثر من أي دور سابق، في ظلّ غياب مشاهد الـMaster Scenes...
كنتُ سأواصل توضيح الفكرة لكَ... الأثر الذي تركته في الناس جعلني أدرك أنّ الأمر لا يتوقف على حجم الدور أو نوعية المشاهد، بل يتعلق بشخصية الممثل الذي يؤدي الدور ويترك انطباعاً لدى الآخرين. وبالنسبة الى المقارنة بين أعمالي السابقة و «الهيبة»، نعم لم يكن هناك Master Scenes، ولكن الدور لم يكن مسطّحاً، والمشاهد التي تصفها أنتَ بذلك ليست سهلة، وتطلّبت تأديتها عملاً على حضوري فيها. فمثلاً، الحوار مع القديرة منى واصف، والدة جبل، حول معمل الألبان قد يراه الكثيرون حواراً عادياً ولا صلة له بعلاقتهما، ولكن عليه أن يُظهر التوتر الذي يعتمل في داخلها، وأنّ الجليد لم ينكسر بعد ويُعطي هذا الانطباع. لم أشعر آنذاك أنّ الحوار عاديّ، ولكن كانت هناك مشاهد مهمة «بتفشّ الخلق». وأكرر لك، أنّ نجاح الدور ليس محصوراً بوجود هذا النوع من المشاهد التي يظهر فيها الممثل في قمّة أدائه الدرامي، ولكن أيضاً يقدّم صورة جيّدة وأداء مميزاً في حوارات أخرى.

- حتى أنّ الشخصية كانت جديدة عليكِ...
المسلسل حافل بمشاهد الأكشن والأحداث المهمة... «عليا» تعذّبت كثيراً، دُمِّرَت، أحبّت، حاولت الهرب وعادت وعملت في «الهيبة». الدور فيه تناقضات وخطوط صعود وهبوط... كنتُ محرّكاً للأحداث حتى لو لم يكن هناك مشاهد Master Scenes، ولكن كان هناك توتر في الخط العام لكلّ الشخصيات.

- لعبتِ الدور كما كُتِبَ لكِ أم أنّكِ «قولبته» على طريقتكِ؟
غيّرتُ فيه طبعاً...

- أخذتِ «عليا» لتصبح شبيهة نادين نجيم... فهي شخصية هادئة تتحدّث بالإنكليزية والعربية...
على الممثل أن يبحث دائماً عمّا يُشبه شخصيته الحقيقية. الإنسان في طبيعته مكوّن من شرّ وخير، إلا أنّنا نقمع الشر في حياتنا اليومية، ولكنّ الممثل عندما يؤدي دور شرير يُخرج كلّ الطاقة السلبية الكامنة في داخله. «عليا» شخصية راقية ورصينة وتتحدّث بلغتين، وصودف أنّني أشبهها من هذه الناحية، فجمعتُ نفسي بها لتكون هذه بصمة نادين نجيم في الدور. حتى في شخصية «ميساء» في «نص يوم»، كانت هناك أوجه شبه مع شخصيتي الحقيقية، في شكل العينين وفي أوقات الحزن والصدمة والمواقف التي تتطلّب ذكاءً... أعمل ما في وسعي حتى تتماهى شخصيتي الحقيقية مع شخصية الدور فتصبح أقرب إلى الحقيقة ويُصدّقها الجمهور.

- بمناسبة الحديث عن «نص يوم»... هل تتمنّين العودة إلى الدراما البوليسية من جديد؟
«يا ريت»!

- هل تمنّيتِ لو سبقت تجربة «الهيبة»، «نص يوم»؟
أبداً... لا علاقة للمسلسلين ببعضهما البعض.

- تقدّمين الأعمال وكأنّها منفصلة عن بعضها البعض...
كلّ مسلسل يمثّل حالة منفصلة، وأعمل فيه على حِدة.

- هل أنتِ رقم صعب في الدراما العربية أم حالة لن تتكرّر فيها؟
لا أعرف!

- كنتُ أقول إنّكِ مغرورة ولكنّكِ في الحقيقة واقعية!
(تقاطعني)... ولماذا تقول مغرورة؟! لم أتحدّث يوماً عن نفسي!! عندما يغازلني أي شخص أو يقدم لي إطراءً، أشعر بالخجل. لا أعلم ما إذا كنت حالة خاصة أم رقماً صعباً، ولستُ من الذين يتحدّثون عن أنفسهم. الدنيا واسعة وفيها مواهب كثيرة. أؤمن بفكرة أنّ كلّ شخص فريد من نوعه. هناك حتماً من هي أجمل وأكثر جدارةً منّي، ولكن لن تجد شبيهاً لي، وهذه حال كلّ واحد منّا...

- رمضان 2018 سيُعيدكِ إلى عابد فهد... أخبرينا عن هذه العودة، وهل باتت ثنائيتكما ناضجة بما فيه الكفاية؟
بالطبع، الثنائية باتت ناضجة اليوم، حتى أنّنا لا ننسى نجاح مسلسل «لو»، والجمهور كذلك، بدءاً من أغنية النجمة إليسا، مروراً بالقصة ووصولاً إلى الجدل الذي أحدثته بين الناس. الثنائية نُقدّمها اليوم بطريقة مختلفة وجديدة، فنحن لن نرى الزوجين بصورة روتينية أو بالشكل الذي ظهرنا به في السابق. الشخصية التي أقدّمها مختلفة وجديدة، وفيها تناقضات كثيرة.

- أخبرينا عن الشخصية التي تقدّمينها في العمل...
هي شابة تنتمي الى عائلة فقيرة، طموحة، تدرس في كلية الحقوق وتعمل في المحاماة، وتترافع في قضايا الجزاء، وهذه قضايا شائكة من اختصاص الرجال وتُهدد حياة الكثيرين بينهم. ولكنّها تُشعر باللذة في المرافعة في هذه القضايا، وتعيش أيضاً مشاكل عدة مع زوجها، كما تعاني عقدة نفسية رافقتها منذ وفاة والدها ولا ترتاح منها إلّا في ختام المسلسل... أسعدتني الشخصية.

- ما الذي ستضيفه هذه الشخصية إلى «المطحنة الرمضانية» كما تصفينها؟
لا أعلم، ولا يمكنني أن أقدّر ذلك منذ الآن. شخصيتي اسمها «أميرة»، أتمنّى أن يُحبّها الجمهور، ولكنّني في طبيعة الحال لا أعلم ما الذي سيُقدّمه غيري... فلننتظر ونترك الحُكم للجمهور.

- عندما تتعاقدين على أي دور تتعاملين معه بمبدأ «لا شيء مضمون نجاحه ولا المخاطرة فيه»؟
نعم... لم أنم يوماً وأنا مرتاحة البال خلال تصوير أدواري. فالدنيا أذواق، وهناك مسلسلات كثيرة، وبينها مما تُنفق عليه الأموال الطائلة ويحظى بنسبة متابعة عالية، وشخصياً قد لا أقبل العمل فيه، ولكنّ الجمهور يتعلّق بدور معين، بشخصية أو بتفصيل من القصّة... أشبّه ذلك بالصندوق المقفل.

- ألم يحن الوقت لتلبّي نادين رغبة جمهورها وتقبل بعرض في الدراما المتخصّصة، سواء المصرية أو الخليجيّة البحتة؟
لا مشكلة لديّ في ذلك، إنّما هناك عقبة واحدة ألا وهي السفر لوقت طويل والغياب عن أولادي ومنزلي. سأخبركَ شيئاً... التقيتُ أخيراً بالنجمة منى زكي في المطار، غمرتني وتحدّثنا وأطْرَت عليّ وهي المرّة الأولى التي ألتقيها فيها، وكان شرفاً كبيراً لي أن تشجّعني نجمة مصرية على دخول مصر. قد أبدأ من فيلم أو مسلسل يُصوَّر بين بيروت والقاهرة مناصفةً. وفي الدراما الخليجية لا مانع من المشاركة فيها بالتأكيد، ولكن أفضّل الإبقاء على لهجتي، لأنّني وبكلّ أمانة لن أُتقن اللهجة الخليجيّة. لديّ عروض كثيرة، بأدوار متنوعة، ولكنّ تأخرّي في الموافقة عليها مرهون بما ذكرته. وللصدفة أيضاً، نشر أحد المنتجين صورة تجمعني بالنجم أحمد عز، وقد اجتاحت السوشيال ميديا، وطالبنا الكثيرون بعمل مسلسل مشترك، وتفاجأ المنتج بردود الفعل، وعندما ألتقي أي شخص مصري، يطالبني بالظهور في الدراما المصرية. الدعوة موجودة والنية أيضاً... ولكن عليّ أن أقوّي قلبي!

- صحيفة بوسنية وصفتكِ بأنّكِ «ملكة سمراء من الشرق الأوسط»، ما رأيكِ بالانطباع الذي تركه «تشيللو» في الأجانب؟
العمل الجميل يبقى جميلاً وصداه حسناً حتى ولو بعد 100 عام. هناك أفلام كثيرة باتت اليوم Collection Movies ولكن عندما نشاهدها نشعر وكأنّنا نتابعها للمرّة الأولى، فالعمل المشغول بطريقة صحيحة يلقى الأصداء الجيدة حتى وإن عُرض بأي لغة وأي وقت.

- جسّدتِ الموت والمرض، ما هو هاجسكِ الأكبر بينهما بعيداً من الدراما؟
كلاهما، فالمرض يتبعه الموت... أقلق كثيراً منهما ولكنهما لا يُخيفاني. لي عائلة وأولاد، ويجب أن أكون إلى جانبهم حتى يشتدّ عودهم... وبالنسبة إليّ، الإنسان يجب أن يموت مرتاحاً.

- هل تنعكس سيكولوجية أدواركِ على يومياتكِ وتصرّفاتكِ مع محيطكِ؟
في بعض المرّات، أظلّ مرتديةً عباءة الشخصية التي أقدّمها، فثمة أمور قد تتغيّر في شخصيتي خلال فترة التصوير. في مسلسل «سمرا» مثلاً كنت كثيرة الحركة، في «نص يوم» نظرتي كانت مختلفة وحتى طريقة مشيي، أمّا في «الهيبة» فكنتُ أعيش هدوءاً فظيعاً!

- غريزة الأمومة في الأدوار التمثيلية، هل تتحرّك لديكِ أم تفصلين بين دور الأم والممثلة؟
الغريزة هي نفسها داخل بلاتوه التصوير وخارجه، ولكنّ المشاعر لا تختلط في ما بينها، وعندما يكون هناك دور أم، من الطبيعي أنّ أتصرّف كما أتصرّف مع أولادي.

- تفكّرين في الاعتزال خوفاً من فشلك عند الناس أو فشلك مع نفسكِ؟
الفنانة الراحلة شادية قرّرت الاعتزال في قمّة نجاحاتها، وهذا المبدأ يعجبني كثيراً. أتمنى الاعتزال وأنا في قمة نجاحي، وليس لدواعي الفشل. إذا مضت خمس سنوات، وأنا أحافظ على نجوميتي ونجاحي، سأجلس مع نفسي وأفكّر ملياً وأراجع حساباتي، هل من الأفضل أن أتابع أم أعتزل؟! أفضّل أن أعتزل وأنا في عزّ نجاحي.

- هل تخلق محبة الناس للنجم نوعاً من الانفصام، ففي إحدى اللحظات قد يصبح وحيداً بلا حفاوة أو تصفيق وإحاطة من المعجبين؟
على العكس... أرتاح كثيراً عندما أرجع إلى المنزل، فأنتظر اللحظات التي أعود فيها إلى حياتي الطبيعية وأعيشها بعيداً من الناس وعدسات المصوّرين، حيث يجب أن تكون في بعض المرّات جدّياً أو تتعامل بطريقة معيّنة.

- متى تتمنّى نادين أن تكون وحيدة؟
مرّات كثيرة خلال اليوم الواحد... أحبّ الجلوس وحيدةً من دون تواصل مع أحد والاستماع مثلاً إلى الموسيقى، فهذا نوع من الراحة.

- هل يُقابل الربح والنجاح المهني خسارة في الحياة الشخصية؟
وما رأيكَ إذا قلت لك إنّ هذه هي إشكالية مسلسلي الرمضاني لهذا العام؟! نعالج هذه القضية في المسلسل، وحتماً ستتابع جانباً من الإجابة... وبالنسبة إليّ، ولما أعرفه، فبالتأكيد هناك تقصير مقابل النجاح، ولكنّ الله أنعم عليّ بزوج داعم ومتفهّم وصديق وحبيب وبيننا تفاهم كبير. أنسّق كثيراً بين عملي ومنزلي والاهتمام بزوجي، قد أقصّر قليلاً، ولكن عندما يكون هناك شريك متفهّم لما نعيشه من ضغوط، تصبح الأمور أسهل. لا تتخيّل كم من الصعب أن يتأقلم شخص غير مشهور مع آخر مشهور ومعروف بأسلوب حياته وجدوله المزدحم.

- بعيداً من التراجيديا، كثرٌ لا يعرفون أنّك تتمتّعين بشخصية كوميدية ظريفة... متى سنراكِ في دور كوميدي؟
(تضحك)... أحبّ الكوميديا كثيراً، وهل تذكر ما قلته لي عندما قدّمت شخصية «أمل» في مسلسل «عشق النساء»، وكم أحببت وأحبّ الجمهور الكوميديا في شخصيتي؟! فالإيفيهات في الدور كانت من ابتكاري طبعاً، إضافة إلى نص الكبيرة منى طايع التي تكتب الكوميديا بشكلٍ رائع... من الصعب أن تُضحك الناس، ولكن من السهل أن تبكيهم.

- هل تخافين من خسارة شهرتكِ أم جمالكِ؟
أشخاص كثر معروفون في هوليوود ولكنهم ليسوا جميلين، فالموهبة تغطّي على الشكل... ولكن سنخسر الشهرة والجمال، وكلاهما سيختفيان من حياتنا. الإنسان عموماً يحب شكله، ويرغب في الحفاظ عليه وعلى صغر سنّه، وهذا يعطيه سعادةً كبيرة، والشهرة تحافظ عليها من خلال الموهبة والأداء. الجمال والعمر لا يمكنك أن تسيطر عليهما حتى ولو بالخضوع لجراحات التجميل، ولكن يمكنك السيطرة على الشهرة... على العموم أخاف أن أخسر جمال شكلي.

- كيف تصفين علاقتكِ بالجمال؟ وماذا عن ماكياجكِ الذي توقّعينه؟
بدأتُ بوضع ماكياجي بنفسي عندما شاركتُ في مسابقة ملكة جمال لبنان، وحينها لم تكن تقنيات الـ«كونتورينغ» والـ«هايلايت» متوافرة في الماكياج، حتى أنّني لم أكن أعتمد الرموش إلى أن بدأت بتصوير مسلسل «تشيللو». بعدها بدأتُ باعتماد الـ«كونتورينغ» لأنفي، ومن ثم استخدمتُ تقنيات أخرى وبتُّ سعيدة بماكياجي في المسلسلات وعلى أغلفة المجلات وفي المناسبات ووجدتُ أنّ كثراً يتحدّثون عنه ولا يصدّقون أنّني من أقوم به. وهذا ما شجّع شركة Makeup Forever على أن نتعاون معاً في لوحة ألوان اقترحت فكرتها عليهم، وأردتُ أن تكون هديتي للفتيات اللواتي يردن معرفة الألوان التي أحبّها وأعتمدها.

- وماذا تقولين عن علاقتكِ بالموضة وإحدى اللقطات في جلسة التصوير اليوم مع FENDI بالفرو؟
أعشق الفرو وأزياء الشتاء كثيراً، فأشعر أنّها دائماً تفوق الأزياء الصيفية فخامةً، فهي قطع خفيفة، بينما في فصل الشتاء هناك المعاطف والقفّازات والأوشحة...

- قبل الختام... نلاحظ أنّ دائرة أصدقائك ضيّقة جدّاً...
(تقاطعني)... ضيقة جدّاً في الحقيقة، فقد «أكلت ضروبة كتيرة من الناس»، كان أولئك الأشخاص مقرّبين جدّاً منّي، ومع مرور الوقت انقطعت علاقاتنا، واليوم عادوا ليبتزّوني ويُضايقوني بعد أن وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم. لا أعلم ماذا يحصل في الكون، الشر يغلب على عقول الناس، ومع الأسف لم أعد أثق بأحد، ودائرة أصدقائي ضيّقة جدّاً ولا أسامح إطلاقاً... قلبي طيّب ولكنّني لستُ مغفّلة، هناك أشخاص آذوني في العلن ويطلبون منّي أن أسامحهم، وهذا الأمر مستحيل. هناك أمور لا تستطيع أن تسامح فيها، فالمسمار عندما يُدقّ في الخشب ويُنتزع، يُبقي آثاراً واضحة.

- أخيراً... كلمة ورسالة من نادين نجيم إلى مجلة «لها» احتفالاً بأعدادها الـ 900!
أول غلاف صوّرته في اليوم الذي تلى انتخابي ملكة جمال لبنان، كان مع مجلة «لها»، وقد صوّرنا في منزلي وكان اللقاء رائعاً... المجلّة تدعمني بكلّ نشاطاتي وأعمالي، وهي غنيّة بالمحتوى المفيد والمضمون العميق، وقد حافظت على صورتها وتألّقها... وأنا متأكدة من أنّ السنوات المقبلة ستحمل لها ألّقاً واستمرارية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078